أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية: التوترات وأوراق الضغط

djelfaonlaine95 مشاهدة
أزمة العلاقات الجزائرية الفرنسية: التوترات وأوراق الضغط
زريعة الحواس

كشف مسؤول حكومي فرنسي أن الرئيس إيمانويل ماكرون يعقد في قصر الإليزيه اجتماعًا مع رئيس الحكومة فرانسوا بايرو، ووزيري الداخلية والخارجية، لمناقشة الوضع المتأزم في العلاقات السياسية والدبلوماسية مع الجزائر.

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، مساء الأربعاء، خلال جلسة استجواب نيابية في البرلمان الفرنسي، أن الرئيس ماكرون سيجتمع في غضون الأيام المقبلة مع كبار المسؤولين لتقييم الأزمة مع الجزائر واتخاذ التدابير اللازمة. تأتي هذه الخطوة على خلفية التوترات السياسية الحادة التي تشهدها العلاقات الجزائرية الفرنسية منذ يوليو الماضي.

وأكد الوزير بارو أن العلاقات بين البلدين ليست عادية، مشيرًا إلى عدم تلقيه أي إشارة إيجابية من الجزائر بشأن استعداده للقيام بزيارة تهدف لمناقشة القضايا المشتركة والخلافات الراهنة. وقال: “العلاقات الفرنسية الجزائرية ليست كغيرها من العلاقات. كنت على استعداد لزيارة الجزائر لبحث الوقائع الأخيرة وكل القضايا المطروحة، ولكن لا مصلحة لأي من البلدين في استدامة هذا الوضع المتأزم”.

وفي السياق ذاته، صرح وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، أن اجتماع الإليزيه سيعقد قريبًا لاتخاذ قرارات بشأن الأزمة مع الجزائر. وأشار إلى الخلاف الذي تفاقم بسبب رفض الجزائر استقبال أحد رعاياها، المؤثر بوعلام نعمان، بعد أن طردته باريس الأسبوع الماضي. الجزائر اعتبرت هذا الطرد انتهاكًا للاتفاقية القنصلية التي تلزم السلطات الفرنسية بالإبلاغ المسبق عن قرارات الطرد، بالإضافة إلى ضمان حقوق الرعايا الجزائريين المدنية وحقهم في المثول أمام القضاء.

ومن المتوقع أن يناقش الاجتماع خيارات متعددة لتحديد توجهات باريس في تعاملها مع الأزمة. وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أعلن مؤخرًا عن وجود مجموعة من الاحتمالات التي ستُدرس على أعلى مستوى، بما في ذلك من رئيس الجمهورية. وتشمل هذه الخيارات:

تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين لدخول فرنسا ودول شنغن.

تجميد بعض الاتفاقات الثنائية المتعلقة بحركة تنقل الدبلوماسيين.

وقف التعاون في قضايا حجز الأموال والعقارات.

إعادة النظر في المساعدات التنموية التي تعتبرها باريس جزءًا من العلاقات الثنائية.

تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترات متصاعدة منذ الصيف الماضي، وسط تبادل للاتهامات حول انتهاكات دبلوماسية وقنصلية. ويتزامن ذلك مع تعقيدات مرتبطة بالإرث التاريخي والسياسي الذي يلقي بظلاله على أي محاولات لتطبيع العلاقات بين البلدين. وتثير هذه الأزمة قلقًا واسعًا في الأوساط السياسية والدبلوماسية، حيث تعتبر الجزائر شريكًا محوريًا لفرنسا في منطقة شمال إفريقيا.

ومن الجدير بالذكر أن فرنسا لا تمتلك وسائل ضغط فعّالة على الجزائر، بعكس الجزائر التي تمتلك أوراق ضغط هامة، أبرزها الغاز الطبيعي الذي تعتمد عليه فرنسا بشكل كبير، خاصة في ظل أزمة الطاقة العالمية. هذا الأمر يمنح الجزائر موقع قوة في أي مفاوضات أو محاولات لحل الأزمة.

تظل العلاقات بين الجزائر وفرنسا في حالة من الترقب الحذر، حيث تسعى باريس لإيجاد حلول لتجاوز الأزمة، في حين تلتزم الجزائر بمواقفها الصارمة تجاه ما تعتبره انتهاكات فرنسية للاتفاقيات الثنائية. ويبقى مستقبل العلاقات بين البلدين مرتبطًا بمدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات الحالية والعودة إلى الحوار البناء.

المصدر الجلفة أونلاين
الرئيس تبون يوجه رسالة للأمة بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق