الجلفة أونلاين

اليوم العالمي للغة العربية: احتفاء بجمال الضاد وتراثها العريق

شهاب الدين. ي

18 ديسمبر من كل عام هو موعد الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وهو مناسبة عالمية لتكريم لغة الضاد، التي تعدّ إحدى أقدم وأثرى لغات العالم. جاء إقرار هذا اليوم في عام 1973 عندما اعتمدتها الأمم المتحدة لغة رسمية، ليصبح فيما بعد رمزًا للاعتراف العالمي بمكانة اللغة العربية وأهميتها في تعزيز التواصل بين الشعوب ونقل الحضارة الإنسانية.

اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل؛ بل هي مستودع حضاري يعكس أصالة العرب وإبداعهم. يعود الفضل للعربية في نقل العلوم والفنون إلى الغرب خلال العصور الوسطى، حيث كانت الجسر الذي عبرت من خلاله الإنجازات الفكرية الإسلامية إلى أوروبا. بفضلها، ازدهرت الحضارة الإنسانية وبلغت قمة ازدهارها في العصر الذهبي للإسلام.

كما أن اللغة العربية، بمرونتها وجزالة ألفاظها، لم تقتصر على كونها لغة علم وفكر، بل كانت أيضًا لغة أدب وشعر، أثرت القلوب وألهمت العقول.

رغم امتدادها الثقافي والحضاري، تواجه اللغة العربية تحديات كبيرة في العصر الحديث، أبرزها:

  1. هيمنة اللغات الأجنبية: خاصة في مجالات التعليم والتكنولوجيا، مما يقلل من دورها كلغة رئيسية.
  2. ضعف المحتوى الرقمي العربي: إذ ما زال إنتاج المحتوى باللغة العربية على الإنترنت محدودًا بالمقارنة مع لغات أخرى.
  3. تراجع استخدام الفصحى: لصالح اللهجات العامية، مما يهدد الوحدة اللغوية بين الدول العربية.

جاء شعار اليوم العالمي للغة العربية لعام 2024 للاحتفاء بمساهمات العربية في بناء الحضارة والثقافة الإنسانية. من خلال هذا الشعار، تسلط الأمم المتحدة واليونسكو الضوء على الدور الذي لعبته العربية في نشر العلوم والآداب، وتعزيز القيم الإنسانية على مر العصور.

أهداف اليوم العالمي للغة العربية

يمكن لكل فرد المشاركة في الاحتفال بهذا اليوم، سواء بحضور الفعاليات الثقافية التي تنظمها المؤسسات، أو بممارسات بسيطة مثل:

رغم التحديات التي تواجهها، تظل اللغة العربية رمزًا للهوية الثقافية وروح الوحدة بين الشعوب العربية. واحتفالنا بها ليس مجرد تكريم للماضي، بل هو استشراف لمستقبلها كلغة عالمية قادرة على الإلهام والإبداع.

“في اليوم العالمي للغة العربية، لنحتفِ بلغة الجمال والإبداع التي جمعت بين العلم والشعر، وأغنت الحضارة الإنسانية بثرائها الخالد.”

المصدرالجلفة أونلاين
Exit mobile version