الجلفة أونلاين

انقلابيو الساحل: قناع الوطنية الزائف وخيانة أفريقيا

انقلابيو الساحل: قناع الوطنية الزائف وخيانة أفريقيا
الحواس -زريعة

في منطقة الساحل، رفعت بعض القيادات العسكرية شعارات الوطنية الزائفة، معلنةً عداءها لفرنسا والغرب، ومتهمةً إياهم بتأجيج الصراعات وسرقة ثروات الشعوب. بهذه الشعارات، حصلوا على دعم شعبي لإسقاط الأنظمة التي وصفوها بالفاسدة، ووعدوا بإجراء انتخابات تعيد السلطة إلى الشعب.

لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر. فبعد وصولهم إلى السلطة، وجد الانقلابيون أنفسهم محاطين بإغراءات من قوى إقليمية طامعة. الإمارات والمغرب، اللتان تعملان كأدوات في يد قوى غربية، أغرتاهم بالبقاء الأبدي في السلطة، ولوحتا لهم بفزاعة المصير المجهول في حال عودتهم إلى الديمقراطية.

هذا التحالف المشبوه كشف عن مخطط خبيث يستهدف قلب التكامل الاقتصادي الإفريقي. فقد ظهرت إلى العلن فكرة قطع الطريق التجاري الذي يربط نيجيريا بالنيجر والجزائر وصولًا إلى أوروبا، واستبداله بطريق بديل على شكل حرف Y، ينطلق من نيجيريا عبر النيجر ومالي، ثم يتفرع نحو دبي عبر الصومال، ونحو المغرب عبر موريتانيا والكركرات.

أمام هذه الإغراءات، استسلم الانقلابيون لأطماعهم، وخانوا الجزائر التي ساندت شعوب المنطقة، وخانوا شعوبهم التي وثقت بوعودهم، وطعنوا إفريقيا في ظهرها، مقدمين مصالح قوى خارجية على المصالح المشتركة للقارة.

لكن غرورهم هذا، الذي يغذيه دعم خارجي مشبوه، سيقودهم حتمًا إلى الهاوية. لقد انتهى زمن التلاعب بمصائر الشعوب الأفريقية، وحان الوقت ليعلو صوت الحق.

لن تدنس أقدام المتآمرين أرضنا مجددًا، ومن أراد دخول إفريقيا، فعليه أن يمر عبر الجزائر. والجزائر، جيشًا وشعبًا، على أتم الاستعداد لصناعة فجر جديد للقارة، فجرٍ قوامه الوحدة والتكامل والسيادة الحقيقية.

المصدرالجلفة أونلاين
Exit mobile version