الجلفة أونلاين

مستثمرون..خارج التغطية?!

مستثمرون..خارج التغطية?!

لا يزال الفلاح المستثمر وسكان المناطق النائية بولاية الجلفة،يعانون في صمت دائم جراء العراقيل الكبيرة التي تواجههم في حياتهم اليومية،خاصة انهم يبحثون عن ابسط ضروريات الحياة بعيدا عن المدينة،لكن العراقيل دائما تواجههم وتجعل من نجاحهم فشلا له وللولاية بأكملها،جراء عدم اهتمام المسؤولين بهم،وكذا عدم الأخذ بمطالبهم بعين الاعتبار،ما يجعل ولاية الجلفة مهددة برحيل المستثمرين بها و تلاشي الفلاحة فيها بسبب “جبروت” المسؤولين وإهمالهم للثروة الفلاحية بالولاية،جراء أطماعهم ومصالحهم الشخصية.

لقد أصبح توصيل الكهرباء الفلاحية للمناطق الريفية و القرى النائية، من أحد أهم المطالب التي يندد بها السكان و فلاحي المنطقة و يطالبون بها المستثمرون بشكل يومي لضمان استمرارية تطوير و إنتاج نشاطهم الفلاحي الذي أثقل عاتقهم و كلفهم خسائر مادية كبيرة لاستصلاح أراضيهم بسبب عدم توفر الكهرباء الفلاحية.

و من بين المستثمرين الذين يعانون من عدم توفر الكهرباء الفلاحية، المستثمر “سراج عبد الناصر”، بمنطقة المعذر ضاية بن عجيل الواقعة ببلدية حد الصحاري،حيث أوضح هذا الأخير أنه قد دخل عامه الرابع في الإنتاج المحلي للمحاصيل الزراعية في أرض تبلغ مساحتها 10 هكتارات، كلها أشجار مثمرة،والتي دخلت حيز الإنتاج لعامها الرابع،والتي تحتوي على أشجار الفواكه كالخوخ بنوعيه و التفاح، كما أنه يُشغل أكثر من 16 عاملا، منهم ستة عمال يشتغلون بشكل دائم و يومي ، و العشرة الٱخرين في مواسم جني الحصاد، إلا أن استصلاح أرضه طيلة مدة سبع سنوات كلفته مبالغ مالية طائلة قدرت ب 2.5 مليار سنتيم بجهده و ماله الشخصي دون الاستعانة بالدولة، و هذا ما جعله ينتفع ب 10 ٱلاف شجرة مثمرة، لكن هذه الخسائر لم تقف على استصلاح الأرض فقط، ففي كل سنة يخسر ما يقارب 150 مليون سنتيم لاستعماله وقود لتوليد الطاقة الكهربائية، التي تكلفه قيمة وقود من 7000 دينار جزائري إلى 10000 دينار جزائري يوميا بسبب عدم توفر الكهرباء الفلاحية، كما أن السماد، المواد العضوية و الأدوية المعالجة للأمراض و الفطريات تكلفه ما يقارب 100 مليون دينار جزائري سنويا.

و قد طالت الخسائر أيضا للمستثمر “عبد ربو جيلاني” الذي قام باستصلاح 7 هكتارات بمنطقة “القاعو” بالمعذر بمبلغ مالي لا يقل عن مليار سنتيم، ناهيك عن الخسائر المادية التي وقعت على عاتقه طيلة الست سنوات من إنتاج محصول العنب بأنواعه الثلاثة و التي جعلته يخسر ما يُقارب 850 مليون دينار جزائري للوقود فقط في سنوات الإنتاج الأخيرة. كما أنه كان للسيد سراج عبد الناصر النية في استصلاح أرض بمحاذاة أرضه قُدرت مساحتها ب 20 هكتار، استعارها من صاحبها لعدم استطاعته على التكفل بها، إلا أن عدم توفر الكهرباء الفلاحية يبقى العائق الوحيد بينه و بين الاستثمار، مع العلم أنه قد تم تسجيل بعضا من المستثمرين بمديرية الفلاحة للاستفادة من الكهرباء الفلاحية لثلاث مرات، و أصحاب المنطقة لهم طلبات موضوعة على مستوى الدائرة و الفرع الفلاحي مسجلة منذ أكثر من 30 سنة لكن دون جدوى،رغم انّ البعض من المستثمرين يبعد عنهم العمود الكهربائي عن أرضه ب 10 أمتار فقط،لكن العراقيل بولاية الجلفة دائما تحوّل الناجح فاشلا وتبقي الفاشل فاشلا،بسبب الأطماع والمصالح الشخصية.

Exit mobile version