التربية السياحية ودورها في ترقية السياحة

إبراهيم سرية171 مشاهدة
التربية السياحية ودورها في ترقية السياحة
الدكتورة خولة وسيلة موسى

إن الحديث اليوم وفي برنامج ” سياحة وتراث” لن يكون عن لباس أو منطقة أو صناعة أو حتى حرفة تقليدية لكنها ترتبط بهم إرتباطا وثيقا وتسهم في ترقية السياحة والتراث في جميع الأصعدة ، كيف لا وهي ” التربية السياحية”
لا يخفى على أحد أن السياحة تعد أهم الأنشطة المتميزة التي تساعد في تحسين الوضعية الإقتصادية والثقافية والإنتاجية والعديد من الأهداف التي يصبوا إلى تحقيقها نحو اتباع استراتيجية سياحية ناجحة، فإن بعض المجتمعات لازالت تعيش على فكرة صراع بين تقبل ورفض السياح ، علما أن تطور السياحة في البلاد مرتبط بمدى تقبل المجتمع بفكرة السماح للغير على أن يطلع على ثقافته ويكتشفها دون أن يشعر السائح أن حياته مهددة بالخطر كلما اقترب أكثر نحو معلم أو أي شيء يمثل القاعدة الأساسية لتلك المنطقة ولا تسمح للغير من مشاهدتها. ليس هذا فقط فقد يتعرض البعض حتى للعنف بكل أنواعه في مناطق بعضها بسبب كأن يتصرف السائح بسلوكيات غير مرغوب بها ولا تمثل المنطقة كعدم احترام المكان وحرمته وبعضها تكون بدون سبب لكن في كلتا الحالتين الوضع مرتبط بالتربية.
هذا ما يدفع للبحث نحو التغيير والتفكير في أمر ينقذ المنطقة من جهة وجعل السائح في أمان من جهة أخرى، هنا نقف في خضم المزج بين المصطلحين “التربية “والتي تهدف نحو التطبيع الاجتماعي كوسيلة لضبط الفرد وجماعته ومصطلح” السياحة ” لأنهما متكاملين لنشر الثقافة والتنمية السياحية الصحية لأن التربية مهمتها تعديل السلوك للأفضل وصولا لتنمية سياحية واعدة لفتح فرصة الإطلاع على ثقافات الغير والإرتقاء بالثقافة المحلية من خلال أخذ تجارب وخبرات من الباحثين والخبراء والمستكشفين.
التربية السياحية : هي ” العملية التعليمية التي تركز على تزويد الطلبة بالأبعاد والمفردات السياحية التي تساهم بتزويدهم بقدر وافر من المعارف والمفاهيم والإتجاهات والمهارات التي تساعدهم في فهم وإدراك المعالم والأنماط السياحية المختلفة كالسياحة الدينية والترفيهية والأثرية والتسويقية وتوضح أهم الفوائد ، وتوضح أهمية هذه الفوائد السياحية بالنسبة للفرد والمجتمع…” (1)
فالمنطقة السياحية الناجحة تعتمد على الأفكار بدرجة كبيرة وهي دمج وتعاون بين المؤسسات السياحية بكل أنواعها والمؤسسات التعليمية ، من خلال إشراك الفرد خاصة والمجتمع عامة نحو التخطيط لدعم السياحة وترقيتها والمساهمة فيها، فالفرد هو أساس التنمية السياحية.
والمجتمع هو مولد النشاط السياحي من خلال تقديم يد العون للسائحين وحسن الإستقبال والضيافة فهي إن دلت على شيء فإنما تدل على التربية السياحية وثقافة تقبل السائح ، لهذا وجب تعميم مثل هذه الثقافات خاصة في المناطق السياحية إبتداء من مرحلة التنشئة الإجتماعية للأطفال ليكون جيلا مهيئا غدا، حتى وإن شاهد سلوكا غير مرغوب فيه تكوينه يجعله يتعامل مع الوضع بكل دبلوماسية نحو تقديم لسائح إرشادات حول مالا يجب فعله في المنطقة كعدم رمي النفايات أو التلفظ بكلمات سوقية أو السخرية من عادات وتقاليد المنطقة واحترامها.
لهذا وجب إعطاء التعليم والتدريب السياحي مساحة واسعة خاصة في المناطق التي تعرف مؤهلات سياحية جميلة ولا تشهد إقبالا للسياح بسبب نقص الثقافة والوعي السياحي.
لأن التربية السياحية لها عدة فوائد نذكر منها ما يلي:
– توسيع المعارف من خلال الإحتكاك مع الغير وتحقيق التراكم المعرفي المتعلق بالمجال السياحي من شأنه أن يمهد لمشاريع سياحية تنموية.
– تحقيق الأمن الذاتي دون اللجوء لدعم من قبل الشرطة المختصة بالسياح هكذا يكون السائح مطمئنا
– إدراج كتب تعليمية حول التربية السياحية من شأنه أن يحل العديد من المشاكل من بينها تخفيض نسبة العنف على السياح ونسبة تخريب المعالم السياحية
– تنشيط الحركة السياحية
– إكتساب مهارات التعامل مع الغير
– خلق جيل يدعم فكرة السياحة من خلال المشاركة في تطويرها وحمايتها والتعريف بها
وفي الأخير تضل عملية التربية السياحية حلا يجب إعتماده من أجل الوصول إلى درجة الرقي في قطاع السياحة، كما يجب أن تبدأ من الطفولة في كل مراحل تعليمه لترسيخ له مدى أهمية السياحة ودورها الفعال في تحقيق العديد من النجاحات.
(1) المصدر: العميري، فهد بن علي المجلة الأردنية في العلوم التربوية ” التربية السياحية في كتب الدراسات الاجتماعية والوطنية للمرحلة المتوسطة في المملكة العربية السعودية “، المجلد 9، العدد 4، 2013.

المصدر الجلفة أونلاين
الرئيس تبون يوجه رسالة للأمة بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق