الجزائر العاصمة – في خطوة حازمة لمواجهة مظاهر التعصب وخطاب الكراهية في الفضاء الإعلامي، قررت السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري اليوم الاثنين توقيف برنامج “ستاد النهار” الذي تبثه قناة “النهار” لمدة 21 يومًا. وجاء هذا القرار الصارم على خلفية استخدام أحد ضيوف البرنامج خطابًا تضمن دلالات عنصرية صريحة، وهو ما يشكل انتهاكًا واضحًا للقوانين المنظمة للقطاع وتلك المتعلقة بمناهضة خطاب الكراهية.
وأوضح بيان صادر عن الهيئة أن الرصد الدقيق لحصة “ستاد النهار” التي بُثت بتاريخ 19 أبريل 2025، كشف عن استخدام أحد ضيوف البرنامج لعبارات تحمل “دلالات عنصرية صريحة” تتنافى بشكل قاطع مع أحكام القانون العضوي رقم 23-14 المتعلق بالإعلام، والقانون رقم 23-20 المتعلق بالنشاط السمعي البصري، والمرسوم التنفيذي رقم 24-250 المحدد لدفتر الشروط العامة المفروضة على خدمات الاتصال السمعي البصري.
كما شددت السلطة على أن هذا النوع من الخطاب “يتنافى مع أحكام القانون رقم 20-05 المتعلق بمناهضة خطاب الكراهية لسنة 2020″، الذي يجرم صراحةً كل تحريض على التمييز أو الكراهية على أساس العرق أو الدين أو الجنس، ويخول للجهات المختصة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المخالفين.
وفي سياق تأكيدها على مسؤولية وسائل الإعلام في مكافحة هذه الآفات، أكدت السلطة أنه كان “يتوجب على القناة، كما على جميع القنوات، أن تلتزم خلال برامجها الرياضية بمعايير الموضوعية والحرص على خلوها من أي خطاب يمس بكرامة الإنسان والامتناع عن التحريض على الكراهية والتمييز العنصري”. كما أكدت على الدور المحوري للإعلام الرياضي في “الحد من هذه الظواهر، بنبذه للخطاب التحريضي ورفض كل ما قد يغذي الفتن بين الجماهير، والتأكيد على قيم التسامح والروح الرياضية”.
وبحسب البيان، فقد اتخذت السلطة هذا القرار العقابي بعد الاستماع إلى ممثلي القناة التلفزيونية ومواجهتها بالوقائع محل هذه المخالفة. وشملت العقوبات المتخذة “توقيف البرنامج محل المخالفة لمدة 21 يومًا، ابتداءً من تاريخ صدور هذا البيان، مع حذف الفيديو من جميع مواقع التواصل الاجتماعي”.
بالإضافة إلى ذلك، وجهت السلطة إنذارًا شديد اللهجة للقناة بخصوص “تكرار مثل هذه الأخطار الجسيمة”، في إشارة واضحة إلى عدم التهاون مع أي تجاوزات مماثلة مستقبلًا.
ويعكس هذا القرار الصارم من السلطة الوطنية المستقلة لضبط السمعي البصري عزمها على تطبيق القانون بصرامة وحماية المجتمع من خطابات الكراهية والتمييز، خاصة في البرامج ذات الشعبية الواسعة مثل البرامج الرياضية التي تستقطب شريحة واسعة من الجمهور، بما في ذلك الشباب. وتأمل السلطة أن يكون هذا الإجراء بمثابة رسالة قوية لجميع وسائل الإعلام بضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والمعايير القانونية، والتحلي بالمسؤولية في نشر قيم التسامح والوحدة الوطنية ونبذ كل أشكال التعصب والتمييز.
