في مراسلة “المجاهد بلقاسم زروال” تحصلت أخبار الجلفة أونلاين على نسخة منه.
بتاريخ 05 أوت 2016 الموافق لـ 01 ذو القعدة 1437 طالعتنا الجلفة إنفو بمقال للسيد: سليمان قاسم وبعنوان مثير ( الرائد سليماني سليمان ” الأكحل” .. قائد ثورة أم صانع مؤامرات؟ ).
المقال عبارة عن سرد لحياة المجاهد وظروف التحاقه بالجهاد مع تعليقات للكاتب ومغالطات كثيرة واستعراض لأحداث ووقائع معركة “قعيقع” الشهيرة مع مقتطفات من مذكرات لمجاهدين اختيرت بدقة لغاية في نفس يعقوب من بينها ما قاله المجاهد الشيخ لقليطي: ( كان سليمان لكحل يعطي الأوامر وهو جريح، وما قاله المجاهد زروال بلقاسم:( كان سليمان شديد التحمس للقتال، مقدام لا تثنيه المصاعب، يتقدم الصفوف ويخوض المعارك ببسالة وغيرها من الإيحاءات التي يستنتج من خلالها تهور الرجل الذي لا يحسب لتصرفاته أي حساب والذي يغامر بجنده ويقودهم للمهالك ومن ثمة تحميله أخطاء وتجاوزات تحسب على تاريخه الجهادي الحافل بالتضحية والبطولة.
ولأني أمضيت فترة غير يسيرة مع الرجل وخضت الكثير من المعارك تحت قيادته وعلى علم بتفاصيل تعامله مع الأحداث والأشخاص استوجب التدخل لإزالة اللبس والغموض وتوضيح الحقائق.
1 – الرائد سليمان سليماني لم يشارك في اغتيال قائد الولاية السادسة ” سي الطيب الجغلالي” ولم يكن حاضرا في الواقعة. لقد أرسل سي الطيب يطلب لقاء مع سليمان فذهب هذا الأخير من أجل ذلك لكنهما اختلفا في الطريق ولما وصل سليمان إلى “بودنزير” سأل عن مكان تواجد الجغلالي فأخبروه أنه توجه إلى “وجه الباطن” وقد ذهب ” محمد شعباني في أعقابه فتبعهما بفوجه العسكري وعند وصوله إلى وجه الباطن علم بمقتل سي الطيب الجغلالي.
2 – بالنسبة لمعركة البسباسة (جبل قعيقع) خاضها مجاهدو المنطقة بعد عمليات متعبة واشتباكات عديدة مع فلول بلونيس بقيادة ضابطهم ” محيقن” الذي قضي عليه في هذه الاشتباكات ولم تكن نتيجة تواجد ضباط الولاية السادسة واجتماعهم هناك، ولم يستشهد فيها من الضباط غير مسؤول الناحية الأولى بلقاسم قرادة بعد أسره والملازم الأول السياسي بلقاسم زاغز ومعه عبد الله صهران.
3 – الضباط أحمد زرزي، أحمد حشايشي لم يستشهدا في هذه المعركة بل استشهدا بعدها بشهر في معركة ” اللبة” ومعهما مصطفى رحيم. أما الشهيد بلقاسم رزيق فقد استشهد قبل هذه المعركة بستة أشهر كاملة.
4 – أعياني التفكير في فهم تساؤل صاحب المقال حول المؤامرة المدبرة للتخلص من ضباط المنطقة وجرهم لمثل هذه المعركة، وتبين لي أن في الأمر لوثة في العقل وهلوسة في النفس، لكنهما ليستا من جانب سليمان بل من صاحب المقال وإلا فكيف يعقل أن يفكر ضابط منطقة بمثل هذا التفكير للتخلص من أعوانه، ولماذا التخلص منهم أصلا وهم تحت قيادته ورهن إشارته وباستطاعته حبسهم ومعاقبتهم إن خالفوا أوامره أو نقلهم وتحويلهم لمناطق أخرى إن رأى تقصرا وتهاونا منهم. ثم ما هذا الغباء الذي يريد الكاتب إلصاقه بالضابط سليمان لكحل، أيعقل أن يكيد بمساعديه ويغامر بحياته من أجل ذلك فيخرج من المعركة محمولا على نقالة الإسعاف وهو بين الحياة والموت بعد أن أصابته شظية في مقتل.
الذي لا يعرفه صاحب المقال هو أن سليمان لكحل من أشد الضباط احتراما وتقديرا لمساعديه وجنده يمضي الأسابيع وهو حزين إن فقد جندي من جنوده، لا يأكل إلا إذا أكلوا جميعا وأنهوا أكلهم، لا ينام إلا إذا ناموا وتأكد من إحكام الحراسة على أماكن نومهم، لا يتوقف من السؤال عن جرحاه حتى يتعافوا وعن مرضاه حتى يشفوا.
المجاهدون أيها السيد المحترم ومنهم سليمان لكحل التحقوا بالجهاد لخوض المعارك وديدانهم الانتصار فيها أو الاستشهاد، لا يحسبون عواقبها بالقلم والمسطرة، فلو فعلوا وأخذوا في الحسبان موازين القوى لما خاضوا معركة واحدة ضد المحتل المدجج بالأسلحة الفتاكة، إيمانهم بعدالة قضيتهم وبنصر الله وعدله وحدهما من يدفعهم لخوضها والبلاء البلاء الحسن فيها.
5 – المجاهد الذي سحب سليمان من المعركة بعد إصابته بجروح هو المجاهد “بوقرة بريكة” ومعه المجاهد “الصيلع” وليس المجاهد “رابح تينة” الذي لم يكن من ضمن الحاضرين في هذه الواقعة، اللهم إن كانت هناك مصادفة في الطريق إلى المستشفى وهو أمر نجهله.
6 – تولي الضابط أحمد بن إبراهيم مسؤولية المنطقة خلفا للضابط سليمان جاء نتيجة ترقية سليمان لمصاف رائد عسكري وليس عقابا كما أريد الإيحاء به عند قراءة الموضوع.
7 – كان الأجدر بالكاتب أخذ المعلومات من المصادر الحاضرة في المعركة والحمد لله مازال منهم من هو على قيد الحياة مثل الشيخ لقليطي، و صاحب الرد هذا وغيرهم بدل هذه الغزوة “الدينكشوطية” المسيئة لرمز من رموز البطولة والجهاد والتي جعلتنا نتأسف لخيبة غازيها ونُطمئن سليمان الذي هو عند ربه قائلين ” يا جبل ما هزك ريح”.