الجلفة – في أعقاب الفيضانات العارمة التي اجتاحت ولاية الجلفة خلال شهر مايو 2025، قام وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السيد إبراهيم مراد، يوم السبت 17 مايو، بزيارة ميدانية رفقة وفد وزاري رفيع المستوى، ضم وزيري الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية، السيد لخضر رخروخ، ووزير الري، السيد طه دربال، بالإضافة إلى المدير العام للحماية المدنية، اللواء بوعلام بوغلاف.
وتهدف هذه الزيارة إلى معاينة الأضرار الناجمة عن التقلبات الجوية الأخيرة والوقوف على الإجراءات المتخذة للتكفل بالمتضررين، حيث استهل الوفد الوزاري زيارته بتفقد الجسر المتضرر على الطريق الوطني رقم 1 بواد بن حامد.
وخلال تفقده للجسر المتضرر، أصدر وزير الداخلية تعليمات مشددة تقضي بإعادة بناء الجسر في أقرب الآجال، مع إسناد المشروع إلى مؤسسة وطنية ذات خبرة وكفاءة لضمان جودة الإنجاز وسرعة التنفيذ، وذلك بهدف استعادة حركة المرور وتسهيل تنقل المواطنين في أقرب وقت ممكن. كما قام الوفد الوزاري بمعاينة الأضرار التي لحقت بالعديد من المنشآت الفنية المتواجدة عبر مختلف المحاور الطرقية بالولاية، حيث شملت المعاينة منشأتين متضررتين على مستوى الطريق الوطني رقم 1أ، ومنشأتين أخريين على مستوى الطريق الوطني رقم 1 ب، بالإضافة إلى تضرر جسر على الطريق البلدي رقم 14 الرابط بين بلديتي عمورة وفيض البطمة.
وأكد الوزير مراد على الأهمية القصوى التي توليها السلطات لضمان مرونة حركة المرور، وشدد على ضرورة تنفيذ أشغال استعجالية لإصلاح هذه المنشآت المتضررة، بالنظر إلى الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المحاور في تسهيل حركة تنقل الأشخاص والبضائع. وفي إطار التضامن مع ضحايا الحوادث الناجمة عن التقلبات الجوية، قام الوفد الوزاري بزيارة إلى المستشفى المختلط هتهتات بوبكر ببلدية الجلفة، وذلك للاطمئنان على الحالة الصحية للمصابين جراء حادث انقلاب حافلة على الطريق الوطني رقم 1 بتاريخ 14 مايو، والذي أسفر عن وقوع ثلاثة وفيات و 33 جريحًا.
وخلال الزيارة، أشاد الوزير مراد بالجهود التي بذلتها الطواقم الطبية في تقديم 
الرعاية الصحية اللازمة للمصابين، مؤكدًا حرص الدولة على توفير كافة الإمكانيات والموارد اللازمة لضمان حصولهم على أفضل رعاية ممكنة.
كما التقى الوفد الوزاري بعائلات الضحايا الذين لقوا حتفهم جراء التقلبات الجوية، حيث قدم لهم تعازي رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، معربًا عن ألمه العميق لفقدان ذويهم. وأكد الوزير مراد لعائلات الضحايا أن الدولة تقف إلى جانبهم في هذه الظروف الصعبة، وأنها لن تدخر أي جهد في مرافقتهم ودعمهم وتقديم كافة أشكال المساعدة اللازمة لهم. وفي إطار الجهود المبذولة لتقييم الأضرار الناجمة عن الفيضانات وتقديم التعويضات للمتضررين، أعلن وزير الداخلية عن تشكيل لجان خاصة تتولى مهمة إحصاء الخسائر التي تسببت فيها التقلبات الجوية الأخيرة، بما في ذلك الخسائر التي لحقت برؤوس المواشي والمحاصيل الفلاحية.
وأكد الوزير مراد أن هذه الإجراءات تندرج في إطار حرص رئيس الجمهورية على تعزيز سبل التضامن والتكافل بين أبناء الشعب الجزائري، والتأكيد على أن الدولة تضع المواطن واحتياجاته في صلب اهتماماتها. وتعكس هذه الزيارة الميدانية التي قام بها الوفد الوزاري إلى ولاية الجلفة التزام الدولة الجزائرية القوي بالوقوف إلى جانب مواطنيها في الأوقات الصعبة، وتأكيدها على الأهمية القصوى التي توليها للاستجابة السريعة والفعالة لمواجهة الكوارث الطبيعية.
كما تبرز هذه الزيارة حرص الدولة على تعزيز البنية التحتية وتحسين جاهزية الفرق المختصة للتعامل مع مثل هذه الأزمات، وذلك من خلال اتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الاستباقية التي تهدف إلى الحد من الخسائر وحماية الأرواح والممتلكات.
