نداء عاجل إلى السلطات الولائية والوزارة الوصية
الطريق الرابط بين بلديتي سيدي بايزيد وحاسي العش، الذي كان في السابق منجزاً ضمن مشروع تنمية الطرق الريفية، تحول اليوم إلى كارثة حقيقية تهدد حياة المواطنين وتعرقل النشاط الاقتصادي في المنطقة. هذا المسلك الحيوي، الذي كان يشكّل شرياناً أساسياً يربط بين دائرتين مهمتين ويفك العزلة عن قرى وبلدات ريفية عديدة، أصبح غير صالح للاستعمال بسبب الانهيار الكامل لطبقته الإسفلتية وغياب أي صيانة دورية منذ سنوات. الحفر العميقة، الطمي، والمياه الراكدة غمرت أجزاء واسعة منه، ما يجعل المرور اليومي فيه مجازفة حقيقية، سواء للسيارات الخفيفة أو الشاحنات الكبيرة، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث.
الأخطر من ذلك، أن الطريق يحتوي على قنطرة مهدمة في منتصفه، كانت سبباً في وقوع العديد من الحوادث المميتة، وآخرها غرس مركبات في الأوحال. هذه القنطرة لم تعد تؤدي وظيفتها الأساسية، كما أنها تشكل حاجزاً أمام حركة المرور الطبيعية، مما يهدد حياة السكان ويعيق تنقلهم اليومي، سواء للتوجه إلى المدارس أو أماكن العمل أو الأسواق. السكان يعانون من هذا الوضع منذ سنوات، وقد أبدوا مراراً استعدادهم للتعاون مع السلطات، لكن غياب تدخل عاجل وحقيقي جعل الوضع يتفاقم ويزداد سوءاً مع كل موسم أمطار، حيث تتحول الحفر والمياه الراكدة إلى مستنقعات صعبة المرور.
الطريق يعتبر أقصر مسلك يربط بين عدة بلديات، ويستفيد منه المزارعون والفلاحون بشكل خاص، إذ يسهل نقل منتجاتهم الزراعية إلى الأسواق والمحلات التجارية، كما يسهم في حركة التجارة والخدمات الأساسية. توقف هذا الطريق أو صعوبة المرور فيه يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة، ويعرقل خطط التنمية المحلية، ويزيد من معاناة سكان المنطقة الذين يعتمدون عليه بشكل شبه يومي.
المواطنون والمستخدمون يطالبون السلطات المحلية والوطنية بالتدخل العاجل لإعادة تعبيد الطريق بشكل كامل وبجودة عالية، وإعادة بناء القنطرة بطريقة آمنة ومستدامة، مع ضمان صيانة دورية للطريق لتفادي تكرار الانهيارات والمخاطر. كما يشددون على ضرورة إدراج هذا الطريق ضمن أولويات مخطط التنمية المحلية، لأنه ليس مجرد مسلك عبور بل شريان اقتصادي واجتماعي يربط بين عدد كبير من القرى والبلدات الريفية ويخدم آلاف السكان بشكل مباشر.
المواطنين يؤكدون أن تجاهل هذا الطريق سيزيد من الحوادث والمخاطر، وسيحول المنطقة إلى فوضى مرورية حقيقية، خاصة مع زيادة حركة الشاحنات والمركبات الثقيلة التي تعتمد على هذا المسلك لنقل منتجاتها. إضافة لذلك، توقف الطريق أو تحويله إلى مسلك غير صالح يعيق وصول سيارات الإسعاف والإغاثة في حالات الطوارئ، ما يضاعف خطورة الوضع ويهدد حياة المواطنين في كل لحظة.
في ظل هذا الواقع، يوجه سكان المنطقة نداءً عاجلاً للسلطات العليا، مؤكدين أن سلامة المواطنين ليست رفاهية بل ضرورة أساسية للحياة اليومية والتنمية المحلية. هم يطالبون ببرنامج شامل لإعادة تأهيل الطريق والقنطرة، مع رقابة صارمة لضمان صيانتها الدورية، وبتدخل عاجل يوقف تفاقم الوضع قبل أن تتحول هذه المعاناة إلى كارثة حقيقية يصعب إصلاحها. السكان يؤكدون أيضاً أن الطريق الحيوي يمثل ركيزة أساسية للتنمية الريفية والاقتصادية في المنطقة، وأن الحفاظ عليه وتحسينه يجب أن يكون أولوية، لأن تحسين البنية التحتية ليس خياراً بل مسؤولية وطنية تجاه السكان وحقهم في حياة كريمة وآمنة.
