عين معبد الينبوع يتكلم لكنهم كمموا فمه بإسم مستورد..!

djelfaonlaine10 يوليو 2025
عين معبد الينبوع يتكلم لكنهم كمموا فمه بإسم مستورد..!
قريشي - زريعة
الأطلس يشرب وعين معبد تموت عطشا للإعتراف..!
في منطقة تدفن فيها القيم كما تدفن الكنوز ، وتغيب الأسماء كما يغيب التاريخ..! نروي اليوم حكاية مؤلمة ، عن ماء خرج من بطن الجبال في عين معبد ، ولكن اسمه ضاع قبل أن يصل إلى أفواه العطشى . #عين_معبد الاسم الذي يحمل في طياته عبق الأرض ، ورائحة الجدات وذكريات الجدود ، الاسم الذي صاغه التراب والسهر والمطر والسنين الطويلة.
#عين.. رمز الماء والحياة .
#معبد.. رمز الأصالة والضوء والقداسة . لكن كل هذا الضياء طمس فجأة..! ترى لماذا لم تسم القارورة بإسم عين معبد..؟ لماذا تجاهلوا هذا الاسم البهي وكأنه وصمة عار..؟ لماذا استبدلوه بإسم باهت غريب لا يشبه الأرض ولا يشبه الناس ، اسم كالأطلس لا يشير لا إلى نبع ، ولا إلى قرية ، ولا إلى ذاكرة..! لماذا تغتال الهوية بهذا الشكل المهين..؟ ومن ذا الذي قرر أن تمحى عين معبد من الذاكرة ، لا لشيء سوى لأن الماء الذي فيها صار يباع..؟ أم أن الأمر مقصود ، وأنهم أرادوا قطع العلاقة بين الماء وأمه..؟ وهل الماء يفصل عن مصدره كما يفصل الطفل عن رحم أمه بلا رحمة..؟
وما زاد من مرارة القصة أن الاسم الجديد لم يكتف بإلغاء عين معبد ، بل صغر مصدر الماء حتى جعله نقطة بالكاد ترى بالمجهر..! كأنهم يخجلون من قول الحقيقة ، كأنهم يتنكرون للنبع الذي منحهم الحياة .
كأنهم لا يريدون للناس أن يعرفوا أن هذا الماء الطيب خرج من أعماق منطقة مهمشة ، لا تذكر في نشرة أخبار ولا ترى على خريطة القرار . عين معبد ليست مجرد نقطة على خريطة الجلفة. إنها نبض وشهادة ميلاد الماء النقي . إنها قصة صبر على التهميش وقصة كفاح على أطراف الوطن المنسي . فلماذا يطمس اسمها حين يظهر الخير منها..؟ لماذا لا نحتفي بها كما نحتفي بالمدن الكبرى التي لم تنتج نقطة ماء..؟ لماذا لا نضع اسمها على القارورة بكل فخر ونقول للعالم :- من هنا جاء الصفاء..؟ ولماذا لم يخرج صوت رسمي واحد من المسؤول يطالب بحق هذه المنطقة في اسمها الطبيعي والبديهي..؟ أين كان مسؤولي عين معبد..؟ وأين كانت سلطتهم المعنوية والإدارية داخل إقليم البلدية..؟ أين كان حسهم الغيور على الأرض التي يمثلونها..؟أليس من صلاحياتهم المراسلة والمطالبة والضغط من أجل فرض احترام الهوية المحلية..؟ أليس من واجبهم مطالبة شركة أطلس بيفراج بتسمية المياه المستخرجة من تراب البلدية بإسمها الحقيقي..؟ ألم يكن بإمكانهم الاشتراط أثناء منح مختلف التراخيص أو على الأقل بعد انطلاق المشروع ، أن تسمى المياه بإسم عين معبد كحد أدنى من الاحترام والاعتراف..؟ ترى لماذا كل هذا الصمت..؟ هل غيب..؟ أم اختارو الغياب..؟ هل يدرك هؤلاء أن ما لم يقال اليوم سيبكيهم غدا.. أهل البلدية حين يشربون ماءهم بإسم غيرهم..؟ يا مسؤولي عين معبد إن التاريخ لن ينسى أن الماء خرج من أرضكم ، لكن لم يظهر الاسم على قاروراته. وما أسوأ أن تذكر المنافع وتنسى الأصول وما أسوأ أن نمنح وينسى من أين جاء العطاء.
من ذا الذي سمح لنفسه أن يسمي الماء كما يشاء ، متجاهلا الإنسان والأرض والتاريخ..؟ أليس في هذا اعتداء على الهوية..؟ أليس من حق عين معبد أن تعيش ولو في اسم على قارورة ماء..؟ أليس من واجبنا أن نرفع اسمها لا أن ندفنه في زجاجة نكران وجحود..؟ يا ترى لو كان مصدر الماء من مدينة كبيرة ، هل كانوا سيتجاهلون اسمه..؟ هل كانوا سيصغرونه حتى يضيع كما ضاعت أسماء القرى المهملة..؟ أم أن في الأمر معيارا طبقيا حتى في الجغرافيا والمياه..؟ اوكلما برز منها شيء نافع ، اقتطعوه منها وألبسوه اسما آخر كأنهم يخجلون من فقرها أو من لون تربتها..كأنها لا تستحق أن تذكر حتى حين تعطي.
يا سادة لا الماء يغفر ولا الأرض تنسى ويكفي #عين_معبد شرفا أنها أعطت حتى لو أُعطي المجد لغيرها . لكننا نحن الذين نكتب الحزن على الورق لن ننسى سنكتب ونبكي ونسأل :- متى يعاد الحق لأهله.. و متى تخرج قارورة ماء واحدة في هذا الوطن تحمل اسم الأرض التي أنجبتها بكل فخر..؟ إلى ذلك الحين ستظل عين معبد تصرخ في صمت الأرض اسقوهم مني لكن لا تسحبوا اسمي من الماء .
المصدر الجلفة أونلاين
الرئيس تبون يوجه رسالة للأمة بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق