أويحى اخلط حسابات الدولة باستفزاز شباب الولاية…
موت المجاهد العقيد احمد بن الشريف أثار الكثير من الجدل محليا، وطنيا وحتى دوليا ، حيث وبعد الإنزال الوزاري الذي عقب جنازة العقيد بيومين، شهدت ولاية الجلفة مسيرة مغتضبة حاشدة طالب من خلالها كل أطياف وعروش اولاد نايل برد الاعتبار لولايتهم، لما لاقوه من حقرة وتهميش. حيث اطل الوزير الأول الحكومة الجزائرية من مقر حزبه الارندي، واستفزاز الكثيرين من أبناء ولاية الجلفة، بعدما أكد بأن الاستقبال الذي حضي به وزرائه بمنطقة الزميلة مسقط رأس العقيد المرحوم احمد بن شريف، من أجل العزاء غير مقبول تماما، متناسيا بأنه لم يكلف نفسه عناء التنقل لمطار هواري بومدين لحظة وصول جثمان العقيد و تسجيل حضوره رفقة حكومته التي هي غائبة تماما، على عكس ما ذكره احمد اويحي فإن الوفد الذي قدم لواجب العزاء بمنطقة الزميلة لم يكن في المستوى المطلوب باعتبار أن ولاية الجلفة اكبر من وزير داخليته، مرفوقا بقائد الدرك الوطني بلقصير، وزير الفلاحة، وزير الموارد المائية ووالي الولاية الذي اضطر للدخول من عطلته السنوية.
جنازة العقيد بين هذا وذاك…؟!
استغل العديد من السياسيين والشخصيات الفاعلة في المجتمع خصوصا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحتى البلاطو هات للعديد من الحصص التلفزيونية ، حدث مسيرة أبناء الجلفة التي نددت بالحقرة والتهميش عقب وفاة العقيد احمد بن الشريف، حيث ظهر رئيس الحكومة احمد أويحى بمقر حزبه الوطني الأرندي أين صرح بأن الذي حصل بعد نزول الوفد الوزاري بمنطقة الزميلة لتأدية واجب العزاء في موت أحد رموز الثورة المجيدة العقيد احمد بن شريف، غير مقبول تماما، وقد أكد بأن الانتفاضة جاءت من طرف شباب لا يمثل اهل الجلفة…متناسيا بأنه لم يكلف نفسه حتى بواجب العزاء لا من بعيد ولا من قريب، والآن احمد أويحى وجها لوجه مع مناضليه اللذين أعلنوا الاستقالة الجماعية عبر العديد من البلديات وعاصمة الولاية.
بن فليس لم يحضر الجنازة …؟!
المتابع للحراك السياسي وبالعودة لسنة 2014 خلال الحملة الرئاسية، أين ظهر المرحوم العقيد احمد بن شريف عبر العديد من الصحف والقنوات الخاصة، يتهم فيها فساد السلطة وبأن الرئيس بوتفليقة عاجز عن الكلام بحكم أن العقيد اتصل به هاتفيا عدة مرات دون جدوى، مسلطا الضوء على أن هناك مافيا فاسدة تقود البلاد …معلنا بعدها مباشرة ولائه لرئيس حزب طلائع الحريات علي بن فليس، هذا الأخير لم يكلف نفسه حتى بتقديم واجب العزاء ولو بأبسط الوسائل، بعد أن عرى المرحوم العقيد احمد بن الشريف وجهه أمام السلطة الجزائرية، واتهامها بالفساد ابتداءا من أعلى هرم السلطة. ومن جهة أخرى ظهرت صاحبة الجلالة النائب البرلماني نعيمة صالحي رئيسة حزب العدل والبيان الذي هو حديث النشأة عبر حسابها فيس بوك، تبجل وتشيد بالمسيرة التي قام بها احرار أبناء أولاد نائل مؤكدة على أن رفع راية اولاد نائل ليس دعوة للإنفصال وهنا خرجت على مضمون الوقفة وراحت تصنع البلبلة …
ولا ننسى أن شبح العقيد احمد بن الشريف لا يزال يطارد العديد من الأشخاص، سواء في الحكومة أو بين أبناء الشعب الواحد اللذين تشتتوا بين مؤيد ومعارض المسيرة التي طالب من خلالها أبناء الولاية رد الاعتبار لهم وتسجيد بعض المشاريع التنموية التي باتت حبر على ورق منذ زمن بعيد، مهددين بذلك مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة خلال أفريل 2019، أين أخلطت بذلك كل حسابات السلطة وأثارت غضب الكثيرين منهم، من خلال التزامها الصمت التام متيحة بذلك الفرصة للتحليل السياسي وسط الشارع الجلفاوي من خلال إنهاء مهام وإعادة تعيين من يرونه مناسبا حسب وجهة نظر كل واحد.