حلّ وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور كمال بداري، اليوم بولاية الجلفة في زيارة عمل وتفقد حملت في طياتها رسائل قوية حول توجه القطاع نحو تعزيز الابتكار ودعم المقاولاتية وتطوير الهياكل البيداغوجية والبحثية داخل الجامعات الجزائرية. وقد كان في استقبال الوزير والي الولاية جهيد موس والسلطات المحلية والطاقم الإداري والبيداغوجي بجامعة زيان عاشور، حيث انطلقت الزيارة من ملحقة المدرسة العليا للأساتذة التي تتوفر على 1005 مقعد بيداغوجي وتمثل إضافة نوعية في التكوين في الأطوار التعليمية الثلاث. وخلال تفقده لهذه الملحقة، حضر الوزير محاضرة في اللغة الإنجليزية وتحدث مع الطلبة، مشدداً على أهمية التكوين الراقي والتفاعل المباشر بين الهيئة البيداغوجية والطلبة لضمان جودة التعليم وتحسين مخرجاته. وتابع الوزير زيارته إلى القطب الجامعي حيث أشرف على وضع حجر الأساس للبهو التكنولوجي الجديد الذي خصص له غلاف مالي قدره 443 مليون دينار جزائري، وهو مشروع يُنتظر أن يشكل فضاءً حديثاً لتعزيز قدرات كلية العلوم والتكنولوجيا ودفع البحث التطبيقي نحو مستويات أعلى. كما قام بزيارة دار الذكاء الاصطناعي التي تضم عدداً من النماذج البحثية والمشاريع الطلابية التي تعتمد على تقنيات رقمية متقدمة في التسيير والتحكم عن بعد والأنظمة الذكية، حيث أثنى على المستوى التكنولوجي للمشاريع المقدمة مؤكداً أنها تمثل نواة حقيقية لاقتصاد المعرفة وتسهم في إعداد جيل من الكفاءات القادرة على الاندماج في القطاعات المستقبلية. وفي سياق دعم روح المبادرة لدى الطلبة، أعلن الوزير بداري، وبمناسبة الأسبوع العالمي للمقاولاتية في طبعته السابعة عشرة، عن استحداث جائزة وطنية جديدة للحكامة المقاولاتية موجّهة لمسيري مراكز تطوير المقاولاتية وحاضنات الأعمال على مستوى الجامعات، وفق معيار النشاطات والنتائج المحققة، مشيراً إلى أن الإعلان عن الجوائز الثلاث لهذه المبادرة سيكون خلال فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية لسنة 2026. هذا الإعلان جاء ليعكس إرادة واضحة في تعزيز الحوكمة داخل الجامعة وتشجيع الديناميكية المقاولاتية التي أصبحت جزءاً من رؤية الوزارة في إعادة تشكيل دور الجامعة داخل الاقتصاد الوطني.
وخلال الكلمة التي ألقاها أمام الأسرة الجامعية والسلطات المحلية، أشاد الوزير بداري بجامعة زيان عاشور التي وصفها بـ«النموذج الناجح» في تطبيق توجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، لاسيما في مجال جعل الطالب مساهماً فعلياً في الاقتصاد الوطني من خلال إنشاء المؤسسات المصغرة وتحويل أفكار المشاريع المبتكرة إلى واقع عملي. وأكد الوزير أن الجامعة نجحت في تجسيد عشرات المشاريع الطلابية التي سيكون لها أثر مباشر في خلق الثروة وتعزيز الإنتاج المحلي.
وواصل الوزير زيارته إلى مركز تطوير المقاولاتية بجامعة الجلفة، حيث استمع لعدد من الطلبة رواد الأعمال وأصحاب المشاريع المصغرة، وثمّن جهودهم التي اعتبرها دعامة حقيقية للاقتصاد الوطني في عدة مجالات، مذكّراً بآليات المرافقة التي توفرها الدولة، خاصة المتعلقة بالتمويل والدعم المؤسساتي الموجّه للمشاريع ذات القيمة الاقتصادية والمردودية العالية.
واختُتمت الزيارة بجولة في معرض مشاريع الطلبة بالمكتبة المركزية، حيث عرضت مجموعة مبتكرة من مشاريع التخرج والمبادرات البحثية في مجالات متعددة تشمل التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي والابتكار الصناعي، وهو ما يعكس الحيوية العلمية للجامعة وارتفاع مستوى انخراط الطلبة في ثقافة المبادرة والبحث التطبيقي. وقد تركت الزيارة انطباعاً واضحاً بأن جامعة زيان عاشور تسير بخطوات ثابتة نحو التحول إلى قطب أكاديمي وتكنولوجي واعد، قادر على مواكبة التوجه الوطني نحو اقتصاد المعرفة وترقية الابتكار الطلابي.