الجلفة اونلاين -قرر “مسجد باريس الكبير” التدخل بقوة في المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية الاستثنائية في فرنسا، وذلك بعد تصدر حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف الجولة الأولى بفارق كبير، مما يثير احتمالية فوزه بالأغلبية المطلقة. هذا الأمر أثار قلقًا كبيرًا لدى “مسجد باريس الكبير”، مما دفعه إلى دعوة الناخبين المسلمين في فرنسا للتصويت ضد هذا الحزب في الجولة الثانية المقررة الأحد المقبل.
في مقال نشره على حساب المسجد في وسائل الإعلام الاجتماعي، وجه عميد “مسجد باريس الكبير”، الجزائري شمس الدين حفيز، نداءً رسميًا إلى جميع المواطنين في فرنسا، قائلاً: “لا تسمحوا لليمين المتطرف بتشويه جمهوريتنا. شاركوا في الجولة الثانية، وصوتوا لصالح المرشحين الذين يحترمون ويدافعون عن قيم ديمقراطيتنا. كل صوت مهم لمنع صعود القوى التي تسعى لتقسيم أمتنا”.
وأكد حفيز، الذي يحمل الجنسية الفرنسية، قائلاً: “لقد أثبت التاريخ أن الصمت أمام الظلم والكراهية يؤدي إلى عواقب كارثية. لا ندع ظل اليمين المتطرف يعتم مستقبلنا. لنعبر عن استيائنا، لنحتج، ولنتوجه إلى صناديق الاقتراع! لنجعل صوتنا يسمع من أجل العدالة والكرامة الإنسانية”.
من الجدير بالذكر أن “مسجد باريس الكبير”، الذي يُعد من أبرز المؤسسات الإسلامية في العاصمة الفرنسية منذ 90 عامًا، قد دعا في انتخابات الرئاسة الفرنسية 2022 إلى التصويت لصالح إيمانويل ماكرون ضد مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان. والد مارين لوبان، جان ماري لوبان، كان مظليًا سابقًا في الجيش الفرنسي وشارك في حرب الجزائر (1954 – 1962)، وتنسب له أعمال تعذيب موثقة ضد مناضلين جزائريين خلال تلك الفترة.
أوضح حفيز في مقاله أن نتائج الجولة الأولى “أظهرت أن اليمين المتطرف، المتمثل في التجمع الوطني، يشكل تهديدًا كبيرًا على أمتنا”. فقد حصل الحزب الذي يقوده جوردان بارديلا على 33.15% من الأصوات، متقدمًا على “الجبهة الشعبية الجديدة” (يسار مع الخضر) التي حصلت على 27.99%. بينما حصل المعسكر الرئاسي على 20.04% من الأصوات، وفقًا لوزارة الداخلية التي قدمت أرقامًا أقل من المعلن عنها.
وتضع هذه النتائج اليمين المتطرف على أبواب السلطة في فرنسا، وهو ما يحذر منه مسؤول “مسجد باريس”، قائلاً: “إن خطاب الانقسام والكراهية وجد صدى مقلقًا بين شريحة من مواطنينا”. مشيرًا إلى أن “وعود اليمين المتطرف بنشر الأمان وحماية الهوية تخفي سياسات تهدد بشكل خطير تماسكنا الاجتماعي وقيمنا الجمهورية”.