الجلفة أونلاين

والي الجلفة جهيد موس يعلن انطلاقة موسم التكوين المهني الجديد… ومدير القطاع يكشف عن تخصصات مبتكرة ومراكز تعزز المسار المقاولاتي للشباب

والي الجلفة جهيد موس يعلن انطلاقة موسم التكوين المهني الجديد… ومدير القطاع يكشف عن تخصصات مبتكرة ومراكز تعزز المسار المقاولاتي للشباب
الحواس زريعة

في مشهدٍ يعكس الرهان الوطني على العنصر البشري كقاطرةٍ للتنمية المستدامة، أشرف والي ولاية الجلفة، السيد جهيد موس، صباح اليوم الأحد 05 أكتوبر 2025، على إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للدخول المهني لدورة أكتوبر 2025، وذلك على مستوى المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني “المجاهد كوداش مهدي بن عمر” بحي بربيح بعاصمة الولاية، وسط أجواء يملؤها الأمل والتفاؤل بالمستقبل.
وقد حضر المراسيم رئيس المجلس الشعبي الولائي، وأعضاء لجنة الأمن، ونواب البرلمان بغرفتيه، إلى جانب السلطات المحلية وإطارات وأساتذة القطاع، وممثلين عن الشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين، في صورةٍ تؤكد المكانة التي يحتلها التكوين المهني ضمن أولويات الدولة الجزائرية باعتباره ركيزة لبناء اقتصاد منتج وتنمية بشرية شاملة.

هذا الدخول المهني تميّز بتدشين “مركز الجلفة لتطوير المقاولاتية” داخل المعهد ذاته، وهو مكسب نوعي جديد للولاية يجسد بوضوح التوجه الوطني نحو دعم المقاولاتية والابتكار، وتشجيع الشباب على إطلاق مشاريعهم الخاصة. المركز يهدف إلى مرافقة حاملي الأفكار المبتكرة وتقديم الاستشارات والتأطير اللازم لتحويل مشاريعهم إلى مؤسسات ناشئة قادرة على خلق الثروة ومناصب الشغل. كما سيوفر فضاءات عمل مجهزة، وورشات للتدريب على إعداد مخططات الأعمال، ومرافقة تقنية في مجال التمويل والتسويق، بما يجعل من التكوين المهني بوابة حقيقية نحو الاقتصاد الجديد المبني على المعرفة والإبداع.

وخلال كلمته، أوضح مدير قطاع التكوين والتعليم المهنيين أن دورة أكتوبر 2025 شهدت التحاق قرابة 6000 متربص جديد بمختلف المعاهد والمراكز المنتشرة عبر تراب الولاية، حيث بلغ العدد الإجمالي للمقاعد البيداغوجية 6985 مقعدًا، منها 3511 في النمط التأهيلي، و1450 في شهادة الكفاءة المهنية، إضافةً إلى عروض تكوين متخصصة في التمهين والتعليم عن بعد لفائدة الشباب في المناطق الريفية والنائية.

كما تم إدراج تخصصات جديدة لأول مرة ضمن مدونة الشعب والفروع التكوينية، استجابةً للتحولات الاقتصادية ومتطلبات سوق العمل، على غرار “محضر ومفصل المنتجات الجلدية”، و“عامل مؤهل في مخبر ميكانيك التربة”، و“استغلال أنظمة التزويد بالماء الشروب”. هذه التخصصات تعبّر عن رؤية جديدة لقطاع التكوين بالجلفة، تقوم على ربط المعارف النظرية بالتطبيق الميداني، وتوجيه الشباب نحو المجالات التي تعرف طلبًا متزايدًا في سوق الشغل الوطني.

وأكد المسؤول أن جميع التحضيرات البيداغوجية والتنظيمية تمّت في ظروف جيدة، مع توفير كل الإمكانيات الضرورية لضمان دخول مهني ناجح، من إطعام وإيواء وتجهيزات تقنية حديثة، إلى جانب تأطير بشري مؤهل وبرامج تكوين متجددة تواكب التطورات التكنولوجية والمهنية. كما أبرز أن القطاع يشهد قفزة نوعية من خلال المشاريع الجديدة المنجزة في إطار البرنامج التكميلي للتنمية، مما جعل الجلفة واحدة من الولايات الرائدة في مجال استقطاب الشباب الباحثين عن تأهيل مهني حقيقي وفرص اندماج في عالم الشغل.

وعلى هامش الافتتاح، قام والي الجلفة السيد جهيد موس بجولة ميدانية عبر ورشات التكوين ومعرض الابتكار، حيث وقف على مدى جاهزية القاعات ومختلف الوسائل البيداغوجية، واستمع لشروحات المؤطرين والمتربصين حول أنشطتهم ومشاريعهم التطبيقية. كما اطلع على مجموعة من النماذج المبتكرة التي عرضها متربصو الولاية في مجالات متعددة، منها الطاقات المتجددة، والصناعات التقليدية، والحلول التقنية الموجهة لتحسين الخدمات اليومية، وهو ما يعكس روح الإبداع والمبادرة لدى شباب الجلفة.

ويؤكد هذا الحدث أن ولاية الجلفة تسير بثبات نحو التحول إلى قطب تكويني ومقاولاتي واعد، يسعى إلى تمكين الشباب من مهارات العصر وتزويدهم بأدوات الريادة والمبادرة الاقتصادية. فالتكوين المهني لم يعد مجرد مسار دراسي بديل، بل أصبح رافعةً حقيقية لبناء اقتصاد وطني متنوّع ومستدام، يضع الإنسان في قلب التنمية ويحوّل الطاقات الشابة إلى محرك فعلي للإنتاج والإبداع.
إنها انطلاقة جديدة نحو جزائر الكفاءات والعمل، حيث يشكّل التكوين المهني الركيزة الأساسية لصناعة المستقبل وبناء وطنٍ قويّ بقدرات أبنائه ومبادرات شبابه.

المصدرالجلفة أونلاين
Exit mobile version