تحت رعاية الدكتور محمد لعقاب، وزير الاتصال، شهد الملتقى الوطني حول دور الصحافة والصحفيين الجزائريين خلال الحقبة الاستعمارية فعاليات افتتاحه يوم الثلاثاء الموافق 3 مايو، وذلك في إطار احتفالات اليوم العالمي لحرية التعبير.
تأتي فكرة الملتقى كمحاولة لتكريم الصحافيين الجزائريين الذين قاوموا وناضلوا خلال فترة الاستعمار، حيث كانوا يعملون بكل ما أوتوا من قوة للتغلب على القيود الإعلامية ونشر الحقائق والأخبار بكل شفافية وموضوعية. ويهدف الملتقى بشكل واضح إلى إبراز دور الصحافة والصحفيين كجزء أساسي من المشهد الثقافي والسياسي خلال تلك الفترة التاريخية.
وفي كلمته خلال افتتاح الملتقى، أكد الدكتور لعقاب على أهمية إبراز الأدوار التي قامت بها الصحافة والصحفيون خلال حقبة الاستعمار، مشيرًا إلى أن وجود الصحافة كان له دور كبير في المقاومة الثقافية والإعلامية ضد الاستعمار الفرنسي. كما شدد على أهمية توثيق تلك الفترة التاريخية من خلال إعداد موسوعة خاصة بالصحافيين الجزائريين وأعمالهم، لتسليط الضوء على دورهم البارز وتاريخهم الحافل بالنضال والمثابرة.
من جهة أخرى، استعرض الدكتور لعقاب العديد من الأمثلة التاريخية التي تبرز دور الصحافة الجزائرية خلال تلك الفترة، مشيرًا إلى تأسيس أول صحيفة جزائرية “الحق” في مدينة عنابة عام 1893، والتي كانت إدارتها وتحريرها بيد الجزائريين، وكانت منارة للمقاومة الإعلامية ضد الاحتلال.
وفي ختام كلمته، أكد الوزير على أهمية استمرار العمل على تكريم وتوثيق دور الصحافة والصحفيين الجزائريين خلال حقبة الاستعمار، ليبقى إرثهم الثقافي والتاريخي حية في ذاكرة الجيل الحالي والقادم، وليكون درسًا ملهمًا للجيل الجديد من الصحافيين الجزائريين.
في إطار تسليط الضوء على دور الصحافة والصحفيين خلال الحقبة الاستعمارية، تم خلال الملتقى تقديم عدد من الورش والجلسات النقاشية التي استعرضت التحديات التي واجهها الصحفيون الجزائريون في ظل الاستعمار، والإبداعات الصحفية التي نجحوا في تحقيقها رغم القيود والضغوطات.
تم تسليط الضوء خلال الملتقى على الصحفيين البارزين خلال تلك الفترة، مثل عمر بن قدور وعمر راسم وغيرهم، الذين بذلوا جهوداً جبارة في نقل الحقيقة وتوثيق التاريخ والثقافة الجزائرية من خلال صفحات الصحف التي كانت ميداناً للصراع والنضال الوطني.
ومن خلال استعراض تطور الصحافة الجزائرية على مر السنين، تم التأكيد على أهمية الدور الذي لعبته الصحافة في بناء الوعي الوطني وتشكيل الرأي العام، وتعزيز الهوية الوطنية والانتماء إلى الوطن.
وفي الختام، دعا وزير الاتصال إلى ضرورة مواصلة العمل على تكريم وتوثيق تاريخ الصحافة الجزائرية خلال الحقبة الاستعمارية، وتعزيز البحث والدراسة في هذا المجال، ليظل إرث الصحافة والصحفيين جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الجزائر، ومصدر إلهام واعتزاز للأجيال القادمة.