حلّ صباح اليوم وزير الشباب، مصطفى حيداوي، بمطار الرائد فراج بولاية تندوف، في زيارة رسمية رافقه خلالها وفد رفيع المستوى. وقد ضم الوفد كريمة طافر، كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة المكلفة بالمناجم، إضافة إلى الأمين العام لوزارة التكوين والتعليم المهنيين. وكان في استقبالهم لدى وصولهم والي ولاية تندوف، مصطفى دحو، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين الذين حرصوا على الترحيب بالوفد الوزاري.
تهدف الزيارة إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الشباب في تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر، فضلاً عن تعزيز التعاون بين مختلف الهيئات الحكومية والقطاع الخاص في مجالات التكوين العلمي والمهني. كما تأتي الزيارة في إطار متابعة تنفيذ المشاريع الوطنية الرامية إلى تحسين قدرات الشباب في مجال التعليم والبحث العلمي، بما يساهم في تطوير قدراتهم وتوجيهها نحو الابتكار والإبداع.
ومن المنتظر أن يُشرف الوزير حيداوي في الساعات القادمة على اختتام فعاليات الملتقى الوطني الذي يحمل عنوان “غار جبيلات… محطة لتعزيز قدرات الشباب في التكوين والبحث العلمي”. هذا الملتقى الذي تنظمه اللجنة المختصة في المجلس الأعلى للشباب يعكس جهود الدولة في دعم وتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة في مجالات متعددة.
ويُعتبر الملتقى بمثابة منصة حوارية بين مختلف الفاعلين في مجال الشباب والتعليم العالي، حيث يهدف إلى تبادل الخبرات وعرض الحلول الممكنة للتحديات التي يواجهها الشباب في مجالات التكوين المهني والبحث العلمي. كما يُركّز الملتقى على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية لتطوير برامج تدريبية مبتكرة تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي.
تكتسب منطقة غار جبيلات أهمية خاصة من خلال كونها منطقة واعدة في مجال الموارد الطبيعية، خاصة في قطاع التعدين، حيث تحتوي على أحد أكبر الاحتياطيات المعدنية في الجزائر. وهذا يجعل منها نقطة استراتيجية لتطوير المشاريع التي تستهدف الشباب في هذه المناطق، خاصة في مجالات التكوين والتطوير المهني المتخصص.
ويُتوقع أن تُسهم هذه المشاريع في تنمية المنطقة وتحسين مستوى الحياة لسكانها، حيث يتطلّع المسؤولون إلى إرساء بيئة تعليمية وبحثية مبتكرة، تتيح للشباب المحلي فرصة اكتساب المهارات التي تؤهلهم للعمل في مجالات التعدين والصناعات التحويلية.
وقد شهد الملتقى حضور عدد من الخبراء والباحثين في مجالات التكوين والتعليم العالي، بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الحكومية، القطاع الخاص، والمجتمع المدني. كما تم عقد ورش عمل ومحاضرات تناولت أهم التحديات التي يواجهها الشباب في المناطق النائية، وكيفية تطوير برامج تعليمية وتدريبية متخصصة تواكب التطورات العالمية.
تجسد هذه المبادرات التزام الحكومة الجزائرية بتعزيز دور الشباب في التنمية الوطنية، وجعلهم شركاء حقيقيين في بناء المستقبل. في هذا السياق، أكد الوزير مصطفى حيداوي في تصريحاته على هامش الملتقى أن الجزائر تولي أهمية كبرى لشبابها، وتسعى لتوفير كل الإمكانيات اللازمة لهم ليكونوا جزءاً من الحركة التنموية الكبرى التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات.
وأضاف حيداوي أن الدولة تعمل على تحسين مستوى التعليم والتكوين المهني في مختلف الولايات، من خلال تحديث المناهج التعليمية وتوفير بيئة تعليمية حديثة، بما يساعد في رفع قدرات الشباب ويتيح لهم فرصة الاندماج في سوق العمل بشكل فعال
تعد زيارة الوزير حيداوي لولاية تندوف وتزامنها مع اختتام ملتقى “غار جبيلات” خطوة هامة نحو تعزيز الشراكة بين مختلف القطاعات لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وستظل هذه المبادرات محط اهتمام كبير من قبل الحكومة، التي تسعى دوماً إلى تحسين أوضاع الشباب وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في بناء الاقتصاد الوطني والمجتمع.