عجز في إدارة مكتبة المطالعة المجاهد جمال الدين بن ساعد بالجلفة: تراجع ثقافي وسط غياب الكفاءات وتحييد الإعلام

djelfaonlaine14 مشاهدة
عجز في إدارة مكتبة المطالعة المجاهد جمال الدين بن ساعد بالجلفة: تراجع ثقافي وسط غياب الكفاءات وتحييد الإعلام
الحواس -زريعة
الجلفة 05-06-2024 : في ظل التحديات الثقافية التي تواجه ولاية الجلفة، يبدو أن التردي يطال المؤسسات الثقافية الملحقة، والتي تسير بوتيرة بطيئة نتيجة عجز القائمين عليها وتفشي الشِلَلِيَّة. فالمشهد الثقافي يشهد ركودًا تامًا، لولا المبادرات والمشاريع التي أعلنت عنها وزيرة الثقافة والفنون، السيدة صورية مولوجي، مؤخرًا على هامش زيارتها للولاية. المبادرات التي شملت الملتقى الدولي للرواية والمعرض الوطني للكتاب، جسدت بإشراف ومتابعة شخصية منها.

لكن على الرغم من هذه الجهود، تستمر سلوكيات مدراء المؤسسات الثقافية القائمة على الشِلَلِيَّة والجهوية، وتغييب المتعاملين الثقافيين والمبدعين الحقيقيين، وغلق الأبواب في وجوههم وإقصائهم الدائم، مما يضيف إلى الركود والكرنفالية السلبية التي تعيق التقدم. هذه السلوكيات تأتي مصحوبة بمحاولات تحييد الإعلام عن دورها في تسليط الضوء على هذه المشكلات، مما يزيد من تفاقم الوضع.

خير مثال على هذا الوضع هو ما نراه في هذه الأيام بمناسبة ما يعرف بالمهرجان المحلي “قراءة في احتفال”، الذي تنظمه المكتبة العمومية الرئيسية للمطالعة، وغيرها من النشاطات. المكتبة التي تعد أكبر مكتبة في الجزائر من حيث الميزانية السنوية وعدد المكتبات البلدية الملحقة بها، تملك إمكانيات وهياكل يمكنها أن تحدث فعلًا ثقافيًا في أربع ولايات على الأقل، وليس ولاية واحدة فقط. ولكنها، للأسف، تسير برجل عرجاء نتيجة انعدام الأفق وغياب الرؤية الوازنة والمبادرات الخلاقة على مدار السنة كلها.

أسئلة تطرح نفسها

السؤال المطروح الآن: هل عجزت وزارة الثقافة والفنون عن تعيين إطارات يمكنها الاضطلاع بالمهام المنوطة بها؟ وهل يعاني القطاع من نقص في الإطارات القادرة على النهوض به؟ وهل قدر الجلفة هو تعيين المتردية والنطيحة من الإداريين الفاشلين؟

هل فشلت الوزيرة صورية مولوجي في هيكلة القطاع من الناحية الإدارية، بالرغم من استراتيجيتها الثقافية والمشاريع الوطنية التي أطلقتها والتي ثمنها المثقفون في أكثر من مناسبة على المستوى الوطني؟

إلى متى؟

إلى أن نجد إجابات لهذه الأسئلة، نبقى ننتظر أن تبادر الوزارة إلى تغيير المسؤولين العاجزين وتحارب الفساد الإداري المستشري في القطاع. نحن بحاجة إلى وقوف حازم ضد من يستفيدون من الريع الثقافي دون وجه حق ودون أداء أو مردود يذكر، بل ويعمدون إلى انحدار القطاع إلى الهاوية.

الإعلام ودوره المغيب

من الضروري أن يلعب الإعلام دوره الحيوي في تسليط الضوء على هذه المشكلات، بدلاً من تحييده وتهميشه. الإعلام النزيه هو عين المجتمع على الواقع، وصوت المبدعين والمثقفين، ومتابع دقيق للأحداث والتطورات. التوعية الإعلامية الحقيقية والشفافة هي أساس أي عملية إصلاحية ناجحة.

نأمل ألا نصبح على غد نأسف فيه على حال القطاع، ونحِنّ فيه إلى أيام مضت. إن الإصلاح الحقيقي يبدأ من مواجهة التحديات بشجاعة، وتعيين الكفاءات القادرة على إعادة الحيوية للمشهد الثقافي في ولاية الجلفة، مع ضرورة إشراك الإعلام في هذه العملية الإصلاحية.

المصدر الجلفة أونلاين
الرئيس تبون يوجه رسالة للأمة بمناسبة ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق