لطالما كان جمالها قبلة لعديد من عشاق الطبيعة وحب الاستكشاف، تعد متنفسا وفضاءا طبيعيا كانت ولا زلت مصدرا للعلاج الطبي والراحة النفسية وبين كل هذا وذاك تنتج لنا الأوكسيجين من خلال عمليات تقوم بها النباتات ، كذلك هي مصدر للغذاء، الماء، الورق، الخشب والعديد من الصناعات والفوائد اللامتناهية التي تنضوي عليها الغابة.
هل يمكن أن نتخيل العالم بدون غطاء نباتي؟
الجزائر واحدة من الدول التي حضيت بغطاء نباتي هائل وبدون شك كانت فضاءا يجد فيه الغالبية من السكان راحة، ومكانا يمارس فيه بعض الشباب العديد من الرياضات المتنوعة، ومحطة تلتقي فيها العائلات والأصدقاء، لكن اليوم أصبح هذا الفضاء في خطر يوما بعد يوم وسنة بعد سنة في الجزائر، خلال الصيف الماضي (2020) تم إتلاف 44.000 هكتارا من الغلاف النباتي، وتم توقيف أكثر من 70 شخصا متورطا في العملية من طرف مصالح الدرك الوطني وعناصر الشرطة.
سنة 2021 هي الأخرى لم تسلم من الحرائق المفتعلة منذبداية شهر فبراير من هذه السنة. بـ “سيدي بلعباس” وحدها فقدنا هكتارين من الصنوبر الحلبي الذي يتواجد في جبال المغرب العربي، ناهيك عن أراضي عامة وخاصة ، والتي لم تسلم من الحرائق مثل غابة سيدي حمودي ” ولاية بجاية ”
غابات “تبسة “واحدة من أهم المناطق الجميلة في الجزائر لها ميزاتها الخاصة هي الأخرى عرفت حريقا مهولاً أبكى كل من له حب وغيرة على تراب الوطن ، هكذا تواصلت عملية إخماد النيران لأيام بـ “جبل عاطف” شارك في عملية إخماد النيران هاته عناصر الحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي ومحافظة الغابات ومصالح بلدية تبسة كما شهدت كذلك مشاركة مديريات أخرى بالإضافة إلى مئات من المواطنين والمتطوعين كلهم كانوا لأرض الوطن فداء وللعائلات المتضررة من الحريق في هذا الإقليم، كما اعتبره العديد جريمة في حق الطبيعة ومن خلاله تم فتح تحقيق معمق للبحث عن الأسباب الحقيقية له.
من غابات “تبسة” إلى جمال الغطاء النباتي في “خنشلة” الذي كان دائما قبلة لعشاق المناظر الطبيعية والمغامرات 9-10 جويلية سجلت حرائق متتالية شارك في اخمادها كل من مفارز الجيش الوطني وعناصر الحماية المدنية وبعض المواطنين لكن مواقد النيران كانت مهولة وصعب السيطرة عليها في البداية لكن الإرادة الإلهية تتدخل مباشرة في إخماد الحريق هذا حسب فيديو تم تداوله من طرف نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه نزول المطر في منطقة نشوب الحريق والمواطنون يرددون بفرحة ” لا اله الا الله محمد رسول الله – الجيش الشعب خاوة خاوة” نعم هي القدرة الإلهية تنزل برحمتها غيثا وتنهي جريمة الطبيعة في هذه المنطقة مع إصابة (06) أشخاص أثناء عملية إخماد النيران وتم توقيف (03)أشخاص يشتبه بتوريطهم بغابة “عين ميمون” بلدية طامزة.
شهر جويلية وحده شهد عدة حرائق بعدة ولايات من بينها غابة “سيدي يحي” بالجزائر العاصمة ومستغانم.. مع إحباط عدة محاولات كانت موجهة بهدف حرق الثروة الغابية من تنظيم مجموعات إجرامية أفشلتها عناصر الحماية المدنية والدرك الوطني شملت إحباط عملية كانت مدبرة لحرق غابة “باينام” في العاصمة وغابة الشريعة ..وغيرها من الغابات التي كانت مهددة بالحرائق المفتعلة.
ولمواجهة هذه الأعمال الإجرامية تم تعزيز وسائل المكافحة من قبل مصالح الأمن والحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي والهيئات المعنية وكل أملهم أن يكون الإنسان على حذر عند النزول في مثل هذه الأماكن من خلال حملات تحسيسية للحد من الحرائق التي تكون من استهتار الانسان خاصة ونحن على أبواب عيد الأضحى المبارك والغابات تشهد إقبالا كبيرا من زوار لها فالحذر واليقظة من أجل طبيعة جميلة دائمًا.
بقلم: خولة وسيلة موسى