ق بيل الاستحقاق السياسي القادم والمتعلق كما يعلم الجميع بالانتخابات التشريعية المزمع إقامتها في مطلع ماي المقبل كثر الحديث وازداد الصخب واللقط وحق له أن يزداد ولكل حزبه ولكل واد والكل يبكي على ليلاه بيد الأمر – وهنا يجب ان نتوقف – أعمق من أن يختزل في مقولة هنا أو رغبة هناك وقبل الإسهاب في هذه القراءة وجب أن نتطرق لبعض النقاط الهامشية والمهمة في آن واحد ولعل أهمها على الإطلاق مدى فهمنا لهذه الانتخابات ومدة المامنا بما سينجم عنها لأننا هذه المرة نحن بصدد انتخاب ممثلينا في المجلس الشعبي الوطني بما معناه سوف ننتقي ممثلينا في السلطة التشريعية وهي بالتأكيد ليست السلطة التنفيذية لنعرف ماهية هذه المهمة التي هم بصددها وما يمكننا أن ننتظره منهم فمهمتهم الاساسية هي صياغة القوانين وإبداء الرأي بشأنها وهنا لا بد أن تتوفر في ممثلنا زيادة عن المستوى التعليمي بالطبع قدرته على فهم المنافع والمضار الناجمة عن القوانين وقدرته على التعمق في حالة مجتمعه ومدى ملاءمته لمواطنيه وبالطبع لا بد من مواصفات أخرى تتيح له التحرك من موقعه بقبة البرلمان للحديث خارجها وبالتالي الدفاع عن ساكنة ولايته وقضاء بعض المصالح لهم أي قدرته على الإبصار بالكواليس متطلبا في ذلك المرونة وسهولة التحرك بين النمط النقابي والسياسي وقدرته على التملق والضغط مستعينا في ذلك بقوانين الدولة ..إذ من غير المتوقع أن ننتظر من برلماني تغيير حياتنا اليومية المحلية ونطالبه بتوفير حلول للسكن والتشغيل والصحة ونظافة المحيط وإيجاد موارد مالية محلية اللهم إلا ما سمحت به مهامه من خلال صياغة قوانين فاعلة في هذا المجال ووفقا لما تمليه امكانات الدولة ككل ومن هنا تفرض النقطة الثانية وجودها ونقول هذا كي لا نغالط – بالبناء للمجهول – من بعض الأحزاب فمن غير المعقول أن نطالب مرشحا للبرلمان ببرنامجه ولنقطع الطريق أمام بعض الترهات التي تقال عن عراقة وقداسة بعض النخب عن البعض الآخر لأننا هذه المرة بصدد اختيار اشخاص وعلى معيار شخصي ووفقا لوزن شخصي ومقدرة شخصية لا علاقة لها ببرامج الحزب ففي النهاية سنختار ممثلا معظم دوره رفع يده – هذا إن حضر أصلا –
النقطة الثالثة والتي هي أقرب للخرافة ولقد صدقها أهلها والكارثة أن المواطن نفسه صدقها بحيث صارت سلاحا في أيدي بعض النخب السياسية التي تحسب نفسها على التيار الوطني – ولا احسب أنى هناك حزبا سياسيا معتمدا رسميا بناءا على قوانين الدولة – يوصف بأنه خارج التيار الوطني … اللهم إلا إذا كان التيار الوطني حكرا على جبهة التحرير الوطني ووليدها حزب التجمع الوطني الديمقراطي وهذا شيء لا نعلمه ولا نريد أن نعترف به سيما ودولتنا قطعت أشواطا طويلة على مسار الديمقراطية وتعمق لديها الوعي السياسي و الإداري والمدني وصارت لديها القدرة على احتواء الجميع بل والقدرة على الحوار مع الجميع بحيث لم يعد هناك اقصاءا أو تهميشا بل وصار بإمكان بعض الأفراد والجماعات – الجمعيات – أن تكون أقوى وجودا حتى من عدة احزاب سياسية والتعويل الوحيد على العمل والجدية .هذه النقطة مفادها – ويعلم الله أني سمعتها مرارا من بعض قادة الأحزاب ولائيا – نحن احزاب الدولة … مالمقصود بكلمة احزاب الدولة ؟؟؟ ما ذا يريد هؤلاء من هذه الكلمة ؟؟؟ الدولة ذاتها لم تقل أن لديها احزاب وإلا لكنا جميعا داخل احزاب الدولة ….
أ أكون مجنونا لأترك نفسي وزوجتي و أبنائي السبعة خارج احزاب الدولة و أطر الدولة ..؟؟ أيسبقنا هؤلاء والذين معظمهم لا يحسن صياغة جملة مفيدة من أن يسبقوننا لأحزاب الدولة إن وجدت … لنكف إذا عن الكذب والخداع وتلفيق التهم للدولة والدولة براء منهم ومن تهمهم … الجميع ينطوي تحت أطر الدولة و أيما حزب حاز اعتماده فهو من الدولة وللدولة ويمثل إن صدق شريحة من شعب هذه الدولة … هؤلاء يسيئون للدولة من حيث لا يشعرون فكل أخطائهم وفشلهم وضعف مستواهم يحسب على الدولة ويجعل من نضالها المستمر من اجل تنمية مستدامة في مهب الريح .. إن ما وصلت إليه الدولة مؤخرا وعلى سبيل المثال لا على سبيل الحصر في رقمنة وثائق المواطنين يعد معجزة في حد ذاتها وكلل مجهودات عشرات الآلاف من الموظفين والأطر الإدارية والنخب القانونية وبالتأكيد معظمهم لا علاقة لهم بالسياسة ولا بالأحزاب ويأتي متشدق بالحديث في مقهى من مقاهي الجلفة ليقول نحن حزب الدولة ويختزل هذه الآلاف في جيبه وكأنه وصي عليهم … كلنا يا سيدي الدكتور مواطنون وكلنا وطنيون وكلنا ابناء هذه الدولة فاعزف غيرها . والذين ماتوا لأجل هذه البلاد ولا يزالون يستمرون في الموت لأجلها بالتأكيد لا يملكون بطاقة انخراط في حزبكم العتيد …
النقطة الرابعة والتي تعلمتها من أحد قادة السياسة بالولائية والتي قالها وكررها مرارا وتكرارا ايام سعيه لتحصيل اصوات الناخبين في سباق مجلس الأمة الأخيرة وهو الولاء إلى حد التعصب للجلفة .. وجيد هذا بل وممتاز ولكن ألا يحق لنا أن نقول ايضا اننا بدار الشيوخ نؤمن بفكرك سيدي القائد وأننا نريد تمثيل دار الشيوخ …. تعلمناها منكم وسنحارب لأجلها إما أن تكون دار الشيوخ و إما فلا حضور لكم بيننا …. وبتحليل تام لما جرى خلال الأيام السابقة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
عاشت الجزائر حرة مستقلة .
بقلم : سلماني المختار