جنيف، سويسرا – في حصيلة سنوية للعمل الصحفي في الجمهورية الصحراوية، استعرض الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين، نفعي أحمد محمد، الوضعية الصعبة والمعقدة التي يعانيها الصحفيون والصحفيات في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب، وحتى داخل الأوساط الجامعية المغربية. جاء ذلك خلال مداخلة له في جنيف، حيث قدم التقرير السنوي لحالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة أمام دورة مجلس حقوق الإنسان، بحضور هيئات حقوقية صحراوية ودولية.
أشار الأمين العام إلى معاناة الإعلاميين والكتاب الصحراويين المعتقلين سياسيًا، مثل محمد لمين هدي وسلسلة إضراباته عن الطعام، بالإضافة إلى معاناة رفاقه في سجون الاحتلال المغربي ضمن مجموعة أكديم إزيك، مثل حسان الداه، عبد الله لخفاوني، البشير خدة، بنكا الشيخ، والنعمة أسفاري. هؤلاء الأسرى المدنيون يقضون فترات عقاب غير شرعية وجائرة تصل أحكامها الصورية حتى المؤبد.
أضاف الاتحاد أن الصحفيين والصحفيات الصحراويين كانوا الأكثر عرضة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الأشهر القليلة الماضية، خاصة سلسلة الاعتداءات التي طالت الإعلامية الصالحة بوتنكيزة وأمبيركات عبد لكريم. لم يسلم من هذه المضايقات المعتقل السياسي السابق الصحفي الصابي يحظيه، الذي اضطر للخروج من المعتقل الرهيب إلى المنفى للعلاج بسبب تدهور حالته الصحية.
تقييد حرية التعبير
يصنف الاحتلال المغربي العمل الإعلامي الرافض لتواجده وسياساته الاستعمارية في الصحراء الغربية المحتلة كجريمة، مما يجعل الصحفيين يواجهون المداهمات والمضايقات والضغوطات وحتى فترات اعتقال ظالمة. أكد الأمين العام للاتحاد أن حرية التعبير، بما فيها حق التجمهر والتظاهر والعمل الصحفي، تعتبر جرائم لا تغتفر بحسب تصنيفات نظام المخزن. وصف نفعي أحمد محمد الصحراء الغربية بـ “المنطقة العمياء” بالنسبة للصحافة والعالم، بفعل إمعان الاحتلال المغربي في حصاره المطبق ومنعه للصحفيين والناشطين والمراقبين الدوليين من زيارة الإقليم المحتل. بالمقابل، يشجع الاحتلال من يروج لأطروحته التوسعية، بل ويقدم امتيازات مجزية ضمن استراتيجية ممنهجة لشراء الذمم وتوريط الإعلام في حملاته الدعائية المضللة.
طالب نقيب الصحفيين الصحراويين بضرورة مضاعفة الجهود الإعلامية والحقوقية لفضح الخروقات المغربية الخطيرة لحقوق الإنسان. وأكد على مخرجات الندوة الإعلامية الدولية الأولى التي عقدت في ولاية بوجدور بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، لتعزيز مساعي الترافع والتحسيس بكفاح الشعب الصحراوي العادل من أجل الحرية والاستقلال. في ختام مداخلته، أشار الأمين العام لاتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين إلى إعلان بيان بئر لحلو للخطاب الإعلامي المتزن، الذي يهدف إلى تحقيق معالجات صحفية منصفة في ظل ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين. جدد الاتحاد تضامنه مع الصحفي الصحراوي محمد راضي الليلي، الذي يتعرض لحملات تشويه من “ذباب المخزن الإلكتروني” بسبب دفاعه عن حقوق الشعب الصحراوي. يعاني الليلي وعائلته من ضغوطات ومضايقات يومية بسبب مواقفه الإعلامية.
حضرت الجلسة شخصيات بارزة مثل ممثل جبهة البوليساريو لدى مؤسسات الأمم المتحدة بجنيف، مندوب الجزائر الدائم لدى الهيئات الأممية، وممثلي حركة التضامن الأوروبية مع الشعب الصحراوي. كما شاركت فيها رئيسة رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين بأوروبا، فاطمة الغالية محمد سالم، وإعلاميون موفدون لتغطية الحراك التضامني في جنيف خلال أيام دورة مجلس حقوق الإنسان الأممي.