🔹رعدٌ خفيف، غيمٌ رمادي، أو حتى زخّات مطر عابرة… كفيلة بأن تُغرق بلدية دار الشيوخ في ظلامٍ دامس. مشهدٌ يتكرر منذ سنوات طويلة حتى أصبح “الانقطاع الكهربائي” حدثًا روتينيًا في ذاكرة السكان، لا يثير الدهشة بقدر ما يثير التساؤل: كيف لمدينة كاملة أن تبقى رهينة الطقس إلى هذا الحد؟
🔹ورغم تعاقب الفصول والبرامج، وتبدّل المسؤولين والوعود، إلا أن دار الشيوخ ما زالت تُطفئها الغيوم في كل مرة، وكأنها معلّقة في هامش الاهتمام، لا تصلها يد الصيانة إلا بعد أن تشتعل الشكاوى.
🔹 اللافت أن البلديات المجاورة، رغم تعرضها لنفس الظروف الجوية، لا تعاني من الانقطاعات المتكررة بنفس الحدة أو التواتر، ما يطرح سؤالاً مؤرقًا: لماذا دار الشيوخ تحديدًا؟
هل هي شبكة قديمة لم تُجدد بعد؟ أم غياب متابعة ميدانية من فِرق الصيانة؟ أم ببساطة، منطقة لم تُمنح أولوية في برامج التجديد والدعم الكهربائي؟
الإجابات تتضارب، لكن الثابت الوحيد هو استمرار المعاناة، وتكرار السيناريو ذاته كل عام دون حلول ملموسة.
🔹من الناحية الإدارية، تقع مسؤولية الصيانة والمتابعة التقنية على عاتق مديرية توزيع الكهرباء (سونلغاز)، غير أن دور السلطات المحلية لا يقل أهمية في الرقابة والمتابعة اليومية. فالمشكل، بحسب متابعين، لم يعد “عطلاً كهربائياً” بقدر ما أصبح مسألة تسيير وفعالية مؤسسات، بين من يُبلّغ ومن يتدخل ومن يُحاسَب.
🔹الولاية، التي تعرف ديناميكية كبيرة في مجالات التهيئة والبنى التحتية بقيادة الوالي جهيد موس، مطالَبة اليوم بفتح هذا الملف ميدانياً وبالاستماع للمواطنين، لأن استمرار الوضع بهذا الشكل يُقوّض ثقة السكان في الخدمات الأساسية، ويُضعف صورة التنمية المتوازنة التي تراهن عليها الدولة في المناطق الداخلية.
🔹 في النهاية، تبقى دار الشيوخ مثالاً حيّاً على كيف يمكن لمشكل بسيط تقنياً أن يتحول إلى أزمة دائمة حين تغيب الإرادة الجادة والمتابعة الدقيقة.
فالكهرباء ليست ترفًا، بل شريان حياة يومي… وعندما تُطفئها الغيوم، فذلك يعني أن الخلل لم يعد في السماء، بل في الأرض.