الجلفة – في إطار تجسيد التوجيهات العليا لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الهادفة إلى إعادة بعث الديناميكية الاقتصادية والتنموية المتوازنة عبر مختلف ولايات الوطن، قام وزير الصناعة، الدكتور سيفي غريب، اليوم، بزيارة عمل وتفقد إلى ولاية الجلفة.
وقد رافق الوزير في زيارته كل من والي الولاية السيد جهيد موس، ورئيس المجلس الشعبي الولائي، إلى جانب أعضاء اللجنة الأمنية، نواب البرلمان بغرفتيه، وممثلين عن القطاعات المعنية بالاستثمار والصناعة وأملاك الدولة، بالإضافة إلى ممثل المجلس الأعلى للشباب.
استهل الوفد الوزاري زيارته من بلدية عين الإبل، حيث عاين مشروع مصنع الإسمنت ASEC، أحد أهم المشاريع الهيكلية بالمنطقة، والذي يمتد على مساحة 100 هكتار، ويضم خطي إنتاج بطاقة إنتاجية تقدر بـ3 ملايين طن سنويًا من مادة الإسمنت. وخلال العرض التقني الذي قُدّم بعين المكان، شدد الوزير على أهمية هذا المشروع في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي، خاصة من خلال توفير 350 منصب شغل مباشر و700 منصب غير مباشر. كما دعا إلى تسريع وتيرة الإنجاز، ورفع العراقيل الإدارية واللوجستية، تنفيذًا لتعليمات رئيس الجمهورية في مجال ترقية الاستثمار وخلق مناصب الشغل. وفي محطة ثانية، انتقل الوفد إلى دائرة مسعد، أين تمّت زيارة مشروع مصنع تحويل المنتجات الفلاحية التابع لمجمع AGRODIV، بطاقة إنتاجية تبلغ 150 طن يوميًا. ويهدف هذا المشروع إلى تثمين المنتوج المحلي وربط النشاط
الفلاحي بالتصنيع، في خطوة استراتيجية نحو تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة. وفي تصريح للوزير، أكد الدكتور سيفي غريب أن هذا النوع من المشاريع يمثل نموذجًا للتكامل بين القطاعين الصناعي والفلاحي، مضيفًا أن التصنيع المحلي يشكل فرصة واعدة لتحفيز الاستثمار الخاص وخلق الثروة ومناصب الشغل، خاصة لفائدة الشباب. كما شملت الزيارة تفقد الوحدة الصناعية “مصبرات قالمة” بمسعد، حيث وقف الوزير على ظروف العمل والإنتاج، مستمعًا لانشغالات المستثمرين المحليين. وخلال المعاينة، وجه تعليمات واضحة بتدعيم الوحدة بمعدات وتجهيزات حديثة تضمن استمرارية النشاط وتحسين مردودية الإنتاج على مدار العام. وشدد على أن الوزارة مستعدة لمرافقة كل المشاريع الجادة التي تسعى إلى تعزيز القدرة الإنتاجية وتحقيق الأمن الغذائي، مؤكدًا أن التحديث التكنولوجي هو مفتاح دخول السوقين المحلية والدولية بجودة وتنافسية. في مدينة عين وسارة، عاين الوزير مشروع وحدة إنتاج الخميرة الكيمائية SIM، حيث قُدمت بطاقة فنية حول المشروع الذي سيدخل حيز الخدمة في يناير 2026 بطاقة إنتاجية تصل إلى 30 ألف طن سنويًا، مع توفير 300 منصب عمل. واعتبر الوزير أن المشروع استراتيجي للمنطقة وسيُساهم بشكل مباشر في تقليص فاتورة الاستيراد.
كما قام الوزير بمعاينة مصنع ENIE للصناعات الإلكترونية غير المستغل بعين وسارة، حيث وجّه تعليمات صارمة بضرورة إعادة استغلال هذا المرفق الصناعي المهم، وإعداد تصور عملي لتحويله إلى مشروع إنتاجي يخدم الاقتصاد المحلي ويوفر مناصب شغل.
وفي ختام الزيارة، جدّد الوزير تأكيده على التزام الحكومة بتوفير مناخ محفّز للاستثمار الجاد، وخلق قاعدة صناعية قوية بولاية الجلفة، قائلاً:
وفي ختام زيارته، أكد الدكتور سيفي غريب أن ولاية الجلفة تتوفر على مؤهلات بشرية وطبيعية هامة تجعلها قادرة على التحول إلى قطب صناعي محوري في الجزائر الجديدة، إذا ما تم توجيه الاستثمارات بشكل مدروس ومتكامل.
“ولاية الجلفة ستكون ركيزة صناعية حقيقية في الجزائر الجديدة… المشاريع التي نعاينها اليوم ليست مجرد منشآت، بل أدوات فعلية لتحقيق العدالة التنموية والاقتصادية عبر الوطن”، صرّح الوزير.
زيارة وزير الصناعة إلى ولاية الجلفة لم تكن مجرد جولة تفقدية، بل عكست إرادة سياسية واضحة لإعادة الاعتبار للمناطق الداخلية، ووضعها على خارطة التنمية الحقيقية، وفق تصور يربط بين الاستثمار، التشغيل، والتوازن الجهوي.