عدد اليوم يتناول خاطرة بقلم طالبة ناشئة أرادت أن تبرز أحزانها في طيات من الورق عبر سطور من العبر لي يتسنى لها أن تكون ضيفة هادئه قوية كالحديد و رقيقه كجناح فراشة
تستمرين في المجيء إلى أفكاري ! أعني تفكيري 23 من أصل 24 ساعة كله عنك ، أتريدين معرفة الساعة المتبقية لمن ؟ إنها له ! نعم أعلم أني أخبر الناس بأني أكرهه و هو لا يعني لي شيئا لكن في الواقع أنا أحبه ، أحبه لدرجة أنني أتمنى أن يموت حتى أقول رحمه الله لا أن أقول يهديه الله !
الرجل الأول في حياتي ، الحب الأول في حياتي مزق قلبي لذلك كنت أخبرك أني لا أتوقع الكثير من الرجال…نعم أريد أن أحِب و أحَب لكن ما باليد حيلة .
الحياة ليست عادلة كنت دائما ما أخبرك هذا و أنت تردين قائلة “ما دمت معك لا تهابي شيئا اخبريني بما يقلقك فقط و سأزهق أرواحا لأجلك”
ها أنا أخبرك بأن الحياة ليست عادلة مجددا ! أخبريني جملتك المشهورة !
ردي !!!
أنت لست هنا أنا أهذي مجددا أعلم
ما المفترض بي أن افعله ؟
لم تركتني ؟
هل كان عليكِ الرحيل ؟
لم أتعود على المشي بمفردي ، لم أتعود على الضحك بمفردي ، و لم أتعود على البكاء بمفردي لا بل لم أتعود على البكاء عليك !
جربت أن آتي إليك لكن حظي العثر فعلها بي مجدداً
إشتقت إليك ، إشتقت لإبتسامتك ، لحظنك ، لرائحتك ، لحنانك…إشتقت إليك
أعلم أنك في مكان أفضل و لكن هذا يؤلم…لا أراك حتى في أحلامي ! يقولون لأن دموعي لم تجف عليك إلا أنهم لا يعلمون أنك أنتِ من أخبرني أن البكاء هو الحل الوحيد لإخراج ما في قلبك .
رحمك الله
يمكنك التغلب بشكل أفضل على الشعور بالأسى والفقدان عن طريق الإجراءات التالية:
* تقاسم القصة: من المهم جدا التنفيس عما يجيش في صدرك بكلمات. ويمثل الأقارب والأصدقاء وسيلة مثالية، وهم بمثابة قيمة لا تضاهى بالنسبة للتخلص من المشاعر السلبية التي تكمن في داخلك. ولا تخش ترك العنان لدموعك وأنت تروي قصتك وتعبر عن مشاعرك نحو العزيز الفقيد. والقيام بذلك يفرغ كل المشاعر السلبية المحصورة بداخلك بما فيها الغضب والشعور بعقدة الذنب والوحدة والإنهاك.
* تفريغ مشاعرك على الورق: اكتب رسائل إلى ذاك العزيز الفقيد وابعث إليه بأمور تريد قولها له ولكن إذا لم تسعفك الفرص للقيام بذلك، تحدث إليه وقل له كم أنت تفتقده وقد تجد في الأمر وسيلة لتخفيف الأسى في نفسك. وقد تجد في قراءة الكتب مسألة جيدة تساعدك خاصة إذا كانت تلك الكتب تحتوي على تجارب مماثلة لأشخاص قد نجحوا في التغلب على أجواء الأسى التي كانوا يعيشونها.
* الانضمام إلى مجموعة تشاطرك أحزانك: تحدث مع آخرين مروا بالتجربة ذاتها، لأن تلك نعمة بالنسبة لك للتخلص من معاناتك. وتتيح لك مجموعات الدعم تقاسم قصة فقدك لذاك العزيز مع ما يرويه الآخرون من قصص. ويؤكد لك ذلك أنك لست وحيدا في هذه المحنة وأن هناك الكثيرين ممن مروا بمحن قد تكون أقسى من محنتك.
* رفقا بنفسك: يؤثر الأسى على تفكير الإنسان وعلى جسمه وروحه. وهنا عليك فعل أي شيء كي تخفف عن نفسك؟ وحاول في هذه المرحلة تناول وجبات مناسبة تحتوي على الكثير من الفاكهة والخضار. واشرب الكثير من الماء لأن الماء، والسوائل عموما مفيدة لتهدئة توتر العضلات خلال فترة الحزن. ولتخفيف التوتر أيضا يمكنك الخروج من البيت للنزهة أو القيام بتدريبات بدنية يوميا. ولا تنس أن ترسم على وجهك ابتسامة أو تطلق ضحكة عندما تتاح لك الفرصة. وامنح نفسك الفرصة لتغيير خططك.
التوجه لأصحاب الاختصاص
يتفرد كل إنسان بأسلوب خاص يميز حزنه عن الآخرين، ولكن هناك مواقف يتطلب حلها اللجوء إلى أصحاب الاختصاص لمراجعة حالتك النفسية والبدنية لتحقيق العلاج:
* الحزن المعقد: يمكن أن يحدث ذلك في حال استمر الحزن لفترات طويلة أو كان حاد الشدة ويؤدي إلى تدمير الحالة العاطفية الانفعالية. وقد يتضمن ذلك العجز عن عدم تقبل موت الشخص الحبيب أو العزيز، وإلى إغراق العواطف بالكامل في هم الموت، أو حمل مشاعر مستمرة حول الموت ذاته.
* الكآبة الكاملة: يمكن أن يحدث ذلك إذا كانت مشاعر الحزن شديدة وتستمر أكثر من شهرين ومرتبطة بمشاعر فقد الثقة بالذات أو الشعور بذنب ليس له صلة بالموت، والشعور بالذنب يشغل الفكر بالموت ويحيل النشاط إلى كسل وبطء في الحركة وعدم القدرة على الاستمتاع في الحياة حتى لو لم تكن الأشياء مرتبطة بذلك المتوفى وعدم القدرة على التغلب على مشكلات الحياة اليومية.
* اضطرابات ما بعد إجهاد الحزن: يمكن أن يحدث ذلك في مواقف متنوعة ولكن يرجح أن يكون ذلك أكثر إذا وقع الموت على مرأى من الشخص وجاء نتيجة لتداعيات مؤلمة أو عنيفة. وفي حال احتاج الإنسان إلى زيارة عيادة أصحاب الخبرة، فإن العلاج الذي يمكن أن يوصي به الطبيب يمكن أن يتضمن لقاء مع الطبيب أو الخبير النفسي.
وقد يوصي الطبيب بتناول جرعات دوائية وبشكل خاص مضادات الاكتئاب والاستخدام المحدود لأدوية تساعد على النوم المريح في الليل. وقد يحتاج الإنسان إلى دعم جماعة إسناد للتخلص من الأسى. ويفضل استشارة الطبيب إذا كنت تميل لاستخدام الأدوية المهدئة بصورة مفرطة. أو إذا كنت تتوقع تفاعلاً قوياً وغير متوقع للدواء.
اجعل حياتك غنية بالعلاقات والعواطف
يوجد الموت بالتأكيد حالة من الفقدان المادي أي كينونة الشخص بصوته وحركاته وأسلوبه في التعامل وكل ما يحيط به من صفات كانت تمنحه الخصوصية التي أحبها من حوله. ولكن التفاعل مع حالة الحزن تمنحك فرصة لبناء علاقة جديدة مع الفقيد الذي يعز عليك فراقه.
وعلى الرغم من أن الشخص الذي فقدته لم يعد قريبا منك بجسمه لكنك تمتلك تلك الروح التي بقيت صورتها عالقة في ذهنك وكذلك ذكرياتها وقيمها وانفعالاتها العاطفية التي كنت تتقاسمها معها. وعلى الرغم من الحزن الشديد إلا أن الفراق يعكس عمق تلك العلاقة التي كانت تربطكما ولا تزال، حتى بعد موتها.
آداب المواساة بفقد عزيز
هناك مجموعة من النصائح التي تمكنك من مساعدة صديق يعاني من فقد عزيز ويمكن تلخيصها في الفقرات التالية:
* تجنب طرح أفكار سلبية مثل «غدا ستنسى كل شيء وسيتم ذلك مع مرور الوقت». والحقيقة أن الأفكار البسيطة والطيبة في العزاء تصل إلى القلب أكثر من أي عبارة فيها تكلف.
* مشاطرة الأحزان: شجع صديقك على الإفصاح عن كل شيء يجيش في قلبه أو يعاني منه نتيجة الفراق، واطلب منه أن يروي لك شيئا من سيرة الفقيد.
* ساعد صديقك بأساليب عملية: ساعده في أمور خاصة مثل الطهي أو تنظيف البيت أو النزهة مشيا على الأقدام حيث يمكن أن يسترسل الصديق في الحديث عن الذكريات.
* لا تتعجل في إخراج صديقك من أحزانه لأن التخلص نهائيا من الحادث المؤلم يستغرق وقتا طويلا.
* يمكنك أن تشجعه على مراجعة الطبيب أو المتخصص في علاج الحالات النفسية مثل التغلب على المشكلات النفسية التي تواكب فقدان عزيز.
خلاصة :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه)، حث النبي على الصبر عند المصائب وحمد الله دائماً مهما كانت الظروف، لما لها من أجر وثواب عظيم. فحياة الإنسان لا تنقطع بموته فإذا حرص على استغلال حياته بوضع بصمة طيبة في حياة الناس حصل على ذكر حسن وأثر طيب، أما من كان له أثر سلبي يرحل ويترك الحياة منسياً.
«قد مات قومٌ وما ماتت مآثرُهم وعاش قومٌ وهم في الناس أمواتُ».
هناك أناس لن يعوّض غيابهم أحد، اللهم ارحم من فقدتهم العين وافتقدهم القلب كثيراً.
